وللمرة الثانية خلال أقل من عقد، تجرى قمة قادة مجموعة السبع في قصر إلماو الذي يستوفي معايير عالية المستوى، ويقع قرب الحدود النمساوية في واحدة من أجمل مناطق جبال الألب، وموقعه البعيد يجعل منه مكانا مثاليا للباحثين عن الهدوء.
وأعلنت ألمانيا التي تتولى الرئاسة الدورية للمجموعة، حضور 5 دول ضيوف للقمة، هي الأرجنتين والهند وإندونيسيا وجنوب إفريقيا والسنغال، تمثل قارات العالم.
ووفق محللين، ستتركز محادثات قمة السبع الكبار على الحرب الأوكرانية والعقوبات الروسية وحماية المناخ ومكافحة الجائحة وأزمة الغذاء الراهنة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الدولي والديمقراطيات في أنحاء العالم.
ويرمز اختصار G7 إلى 7 دول هي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان وكندا والولايات المتحدة، وفي الفترة الممتدة بين 1998 و2014 كانت روسيا عضوا أيضا، وخلال هذه الفترة كانت المجموعة تسمى G8، وبسبب ضم شبه جزيرة القرم من قبل موسكو، استبعدت روسيا من هذا التجمع.
5 محاور رئيسية
وقال الأكاديمي المحلل السياسي آرثر ليديكبرك إن الملف الرئيسي سيكون الأزمة الأوكرانية وتداعياتها خاصة على ملفي الغذاء والطاقة وجدوى العقوبات على روسيا، إضافة إلى ملف المناخ، وتعزيز التعاون الدولي والديمقراطيات في أنحاء العالم.
وأضاف ليديكبرك لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “مجموعة السبع هي المنتدى الوحيد متعدد الأطراف والمتجاوز للأقاليم الذي ما يزال قادرا على التعامل مع الحرب في أوكرانيا، لذلك فإن القمة تكتسب أهمية خاصة هذا العام، وأيضا باعتبارها تحالفا لأهم الدول المانحة لكييف”.
وأشار إلى أن “الحرب في أوكرانيا وجائحة كورونا والتغيرات المناخية أدت إلى تفاقم الوضع الاقتصادي العالمي، فأسعار المواد الغذائية في ارتفاع. أوكرانيا وروسيا هما أكبر مصدري القمح في العالم، وعادة ما تغطيان نحو ثلث الطلب العالمي، لذلك نرى مدى ارتباط الجوع في العالم بالحرب في أوكرانيا”.
وأوضح أن “أسعار الغاز ترتفع بوتيرة كبيرة، لذلك اتجه العالم إلى إحياء محطات طاقة تعمل بالفحم مرة أخرى، هذا يجعل مجموعة السبع مكانا جيدا لاتخاذ قرارات شجاعة بشأن المزيد من حماية المناخ، لأنها تستطيع ذلك، ولأن هذه القرارات لها تداعيات عالمية”.
ويشارك في تأمين قمة مجموعة السبع 7 آلاف فرد من الشرطة الاتحادية الألمانية، لتكون هذه أكبر مهمة أمنية في بافاريا منذ سنوات، وبحسب شرطة ميونيخ فقد أنشئت وحدة مراقبة في مدينة غريزن للاستعداد للقمة، كما تعين على المسافرين توقع عمليات تفتيش عشوائية على طول الحدود الألمانية مع الدول المجاورة.