وبات الحدث قويًا عن قدرة كييف على استمرار المعارك في الشتاء المقبل في ظل اقتناع الولايات المتحدة خلال رحلة الرئيس الأوكراني الأخيرة فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن الأسبوع الماضي، وإعلانه وصولَ أولى دبابات أبرامز إلى أوكرانيا، متعهدًا بمواصلة السعي لتعزيز ترسانة أوكرانيا العسكرية.

خبيران متخصصان تحدثا لموقع “سكاي نيوز عربية” عن مدى استطاعة الجيش الأوكراني القيام بمعارك قوية في الشتاء القارص وتراكم الثلوج في ظل تفاؤل غربي بدأ يلوح في الأفق مبددًا موجات سابقة من الحديث عن بطء الهجوم المضاد في تحقيق الأهداف المرجوة منه.

كابوس معارك الشتاء

بحسب الجانب الروسي وتحركات القصف والمعارك خلال الفترة الماضية، موسكو لم تقف مكتوفة الأيدي وتتحسب لهجمات أوكرانية وعمليات قاسية في الشتاء، لذا قصفت روسيا مرافق للطاقة في أنحاء أوكرانيا منذ أيام، في أكبر هجوم صاروخي تشنه منذ أسابيع، لتفويت الفرصة على الاستعدادات الأوكرانية.

يدعم توجه موسكو، قول وزارة الدفاع البريطانية، خلال تحديث استخباراتي، إنه من المرجح أن تستعد روسيا لضرب البنية التحتية في أوكرانيا مرة أخرى هذا الشتاء.

كذلك يرى الباحث السياسي المتخصص في العلاقات الدولية تيمور دويدار أن جاهزية أوكرانيا لمعارك الشتاء ستكون “سرابية” كون المعارك في الشتاء أشبه بـ”الحرث في البحر” ولن تجدي نفعًا، لأن موجبات الحركة العسكرية ستكون واقعة بثقلها على عاتق القوات الأوكرانية الساعية لاستعادة الأراضي من سيطرة الجيش الروسي، بينما يكون الأخير مرابضًا في أغلب الأوقات من الشتاء خلف تحصيناته والخنادق وحقول الألغام المعقدة وخطوط الدفاع المتراصة على طول خط المواجهة الممتد لعشرات ومئات الكيلومترات.

وأضاف دويدار في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” أن تسليم أميركا الدبابات إلى أوكرانيا “قبل أشهر من الموعد المحدد يرجح استخدامها في الهجوم المضاد الأوكراني بفصل الشتاء أيضًا قرب وصول طائرات (إف 16) كلها استعدادات للقتال ولكنها لن تكون عامل فصل وحسم لسهولة تدميرها مثل دبابات ليوبارد وتشالنجر البريطانية، ولكن يبقى عدة عوامل أخرى تجعل مهمة استمرار زيلنسكي في هجومه المضاد أمرًا صعبًا خلال الشتاء.

  • الجاهزية التدريبية والقتالية الأوكرانية عقبة كبيرة في طريق الحركة بالشتاء.
  • الأراضي الطينية الموحلة في المناطق الزراعية بمحوري باخموت في دونباس وأدويسا التي يرتكز فيهم القتال.
  • عشرات الدبابات الغربية والمقاتلات الأميركية لن تكون عامل الحسم في الشتاء.
  • اعتماد الجيش الأوكراني بشكل كبير على الصواريخ بعيدة المدى والمسيرات كسلاح قتالي يجعل من القتال على الأرض صعبًا.
  • فقدت أوكرانيا أكثر من 71.5 ألف عسكري خلال 3 أشهر الأخيرة من الحرب الروسية.

المعادلة الأوكرانية مختلفة

أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” بتوقع خبراء استراتيجيين أن تزيد قدرة أوكرانيا على القتال خلال فصل الشتاء؛ وبنوا توقعاتهم على أنه خلال الأيام المقبلة، ستكون القوات الأوكرانية اكتسبت المهارات والتدريب اللازمين لاستخدام الدبابات من بينها (ليوبارد وتشالنجر 2 وأبرامز إم 1) التي أرسلتها أميركا ودول الناتو، كما أنه سبق وأثبتت قدرتها على تفادي تحدي الأمطار والثلوج باستخدام وحدات صغيرة ومعدات أخف في العمليات.

على الجانب الأميركي قال وزير الدفاع لويد أوستن، في تصريحات صحفية، الثلاثاء، إن الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا ضد القوات الروسية يحقق تقدمًا منتظما ما يترجم استعدادات قوية مقبلة للشتاء.

في تلك الزاوية يقول فاديم أريستوفيتش الأكاديمي في الشؤون الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، إنه من المسلم به عمليًا ونظريًا أيضًا أن تنخفض حدة المعارك القتالية في فصل الشتاء نتيجة ظروف الطقس السيئ وتراكم الثلوج التي تمنع حركة المركبات المدرعة الثقيلة وتصعب من انتقال القوات عبر الطرق الزراعية والجانبية سواء للعدو أو القوات أوكرانيا.

ويُضيف فاديم أريستوفيتش، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” أن استمرار الدعم الغربي لـ كييف خلال الأشهر الأخيرة وأنباء عن وصول دبابات متطورة أميركية إلى أوكرانيا أهمها “أبرامز إم 1” في ذلك التوقيت، يؤكد أن كييف تتجهز بقوة لمعارك الشتاء.

وأشار الأكاديمي الأوكراني، إلى التغييرات التي حدثت داخل وزارة الدفاع كإقالة وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف وتعيين رستم عمروف، والتي سيكون لها تأثير كبير في سير معارك الشتاء.

skynewsarabia.com