وأكد هذا الارتفاع الهائل مخاوف المنظمات الطبية وأحزاب المعارضة منذ فترة طويلة، من أن تركيا تواجه موجة مقلقة من الإصابات في ظل سياسة “الإخفاء” التي اتبعتها الحكومة لفترة طويلة.

وكان أنصار أردوغان يهاجمون كل من يشكك في الأرقام الرسمية، لا سيما الخبراء الطبيين.

وأجرت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان تغييرا كاملا ومفاجئا في الإبلاغ عن المصابين بالوباء، حيث بدأت منذ أيام تسجيل جميع حالات فيروس كورونا الإيجابية، وليس فقط عدد المرضى الذين تظهر عليهم الأعراض.

وهذا أفضى إلى رفع عدد الإصابات التي يعلن عنها يوميا إلى أكثر من 30 ألف حالة.

ومع البيانات الجديدة، قفزت البلاد من كونها واحدة من أقل البلدان تضررا من الوباء في أوروبا، إلى واحدة من بؤر الوباء في القارة.

ولم يكن ذلك مفاجئا للجمعية الطبية التركية، التي كانت تحذر منذ أشهر من أن الأرقام الحكومية السابقة كانت تخفي خطورة الانتشار، وأن الافتقار إلى الشفافية كان يساهم في الزيادة.

ومع ذلك، تؤكد الجمعية أن أرقام الوزارة لا تزال منخفضة مقارنة بتقديراتها لما لا يقل عن 50 ألف إصابة جديدة يوميا.

ولا يمكن لأي دولة تقديم أرقام دقيقة تماما حول انتشار المرض، نظرا لأن العديد من الحالات التي لا تظهر عليها أعراض، غير أن طريقة العد السابقة جعلت تركيا تبدو في حال أفضل نسبيا مقارنة بغيرها من الدول، في ظل وجود حالات جديدة يومية أقل بكثير من تلك المبلغ عنها في البلدان الأوروبية، بما في ذلك إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا.

وتغير ذلك الأربعاء الماضي، حيث تضاعف عدد الحالات اليومية في تركيا 4 مرات تقريبا من حوالي 7400 حالة إلى 28300.

وأصبحت مستشفيات الدولة منهكة والطاقم الطبي مرهق، في رحلة مرهقة لتتبع انتقال العدوى، كما تقول سيبنيم كورور فينكانجي التي تترأس الجمعية لوكالة “أسوشيتد برس”.

وأضافت فينكانجي، التي تعرضت جمعيتها لهجوم من أردوغان وحلفائه القوميين لتشكيكها في أرقام الحكومة واستجابتها لتفشي المرض: “أنها العاصفة الشاملة”.

ورغم أن وزير الصحة قد حدد معدل إشغال أسرّة العناية المركزة بنسبة 70 بالمئة، فإن إبرو كيرانير، التي ترأس جمعية ممرضات العناية المركزة في إسطنبول، تقول إن هذه الأسرّة في مستشفيات المدينة ممتلئة تقريبا.

بل إنها أضافت أن “الأطباء يكافحون لإيجاد مكان لمرضى الحالات حرجة”، وأشارت إلى نقص في عدد الممرضات، كما أن “طاقم التمريض الحالي منهك”.

وقالت لـ”أسوشيتد برس”: “لم يتمكن ممرضو وحدة العناية المركزة من العودة إلى حياتهم الطبيعية منذ مارس. أطفالهم لم يروا وجوههم الخالية من الكمامات منذ شهور”.

skynewsarabia.com