وصدرت أوامر لسكان الدولة النائية التي تحاول جاهدة تجاوز تداعيات انفجار بركاني أحدث موجات تسونامي ضخمة، بالتزام منازلهم الأربعاء بعدما ثبتت إصابة عاملين في الميناء بكورونا في العاصمة نوكي ألوفا.
وتعد هاتان الإصابتان من بين أولى الحالات التي تسجّل في البلد الذي يصل عدد سكانه إلى 100 ألف نسمة، فيما أكد مسؤولون لاحقا بأن ثلاثة من أفراد عائلتيهما أصيبوا بالفيروس، من بينهم طفلان، يخضعون لحجر صحي.
وتخوّف أهالي تونغا من ظهور الفيروس منذ بدأت سفن أجنبية توزيع مساعدات غداة انفجار البركان في 15 يناير الماضي.
وأرسلت أستراليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة والصين وفرنسا وفيجي وبريطانيا سفنا تحمل مساعدات تشمل مياه شرب ومعدات طبية وأخرى للإنشاء.
ورست سفينة “HMAS Adelaide” الأسترالية في نوكي ألوفا لإنزال إمدادات الأسبوع الماضي، رغم تفشي فيروس كورونا في أوساط أفراد طاقمها.
قواعد صارمة
وتخضع جميع عمليات إيصال المساعدات بحرا إلى قواعد صارمة تمنع المخالطة، في مسعى لمنع وصول الفيروس إلى الجزيرة، بما يشمل ترك المواد معزولة مدة ثلاثة أيام قبل أن يتعامل معها سكان تونغا.
وقال مسؤول عمليات قوات الدفاع الأسترالية، الفريق غريغ بيلتن: “لا يبدو أن تفشي كورونا جاء من (سفينة) Adelaide”.
وذكر بيلتن أن السفينة الحربية التي سجّلت 51 إصابة بكوفيد في أوساط طاقمها الذي يضم 630 شخصا منذ أن غادرت بريزبين، الشهر الماضي، رست في مكان مختلف في الميناء عن ذاك حيث عمل الموظفان المصابان.
وقال بيلتن لـ”سكاي نيوز أستراليا: “أفرغنا حمولتنا بطريقة تأخذ كوفيد بعين الاعتبار ودون أي مخالطة، بما يتوافق مع الترتيبات التي تم التوصل إليها مع المسؤولين من تونغا في الرصيف”.
وتابع: “لذا، لا أعتقد أن هناك أي رابط، لا يوجد دليل على ذلك”.
وذكر أن حكومة تونغا طلبت من الأستراليين أخذ عيّنات من المصابَين لتحليلها من أجل التعرّف على نسخة الفيروس التي أصيبا بها للمساعدة في تحديد مصدر الإصابة.
إغلاق وتأهب
وأعلن رئيس وزراء تونغا، سياوسي سوفاليني، في وقت متأخر الثلاثاء بأن بلاده ستفرض إغلاقا على المستوى الوطني اعتبارا من الساعة السادسة مساء (05:00 ت غ) الأربعاء، وستتم مراجعة الوضع كل 48 ساعة.
وتشكّلت طوابير طويلة عند متاجر التسوق في العاصمة فيما يستعد السكان لعزل أنفسهم لمدة طويلة.
وأغلقت تونغا حدودها مطلع 2020 حينما اجتاح الفيروس العالم.
وحتى الأسبوع الجاري، لم تسجل غير إصابة واحدة بكوفيد لرجل عاد من نيوزيلندا في أكتوبر وتعافى بالكامل بعد ذلك.
وخففت الدولة القيود الحدودية بعض الشيء على خلفية ثوران بركان “هونغا تونغا-هونغا هاباي” الواقع على بعد نحو 65 كلم شمال نوكي ألوفا، من أجل التعامل مع وضع وصفته حكومة تونغا بأنه يمثل “كارثة طبيعية غير مسبوقة”.
وأحدث ثوران البركان، الأكبر منذ عقود، موجات تسونامي ضخمة وغطى الجزيرة برماد سام وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.