وتأتي عملية الإطلاق، وهي الرابعة في غضون أسبوع، وسط موجة من الاستعراض من دول المنطقة لقواها العسكرية، منها تدريبات مشتركة للتصدي للغواصات الجمعة أجرتها القوات البحرية الكورية الجنوبية والأميركية واليابانية، وفق “رويترز”.

وتأتي أيضا بعيد زيارة قامت بها نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، إلى المنطقة الأسبوع الماضي اجتمعت خلالها مع رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول في سول، الخميس.

سباق تسلح

وتخوض الكوريتان سباق تسلح إقليميا شهد زيادة كبيرة في الأسلحة والإنفاق العسكري.

وخلال الاحتفال بعيد القوات المسلحة الـ74 في كوريا الجنوبية، أدان الرئيس يون ما وصفه بالاستفزازات العسكرية التي قامت بها كوريا الشمالية في الآونة الأخيرة وتعهد بتعزيز التدريبات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة.

وقال يون في كلمة بثها التلفزيون: “الحكومة ستعزز التدريبات المشتركة بين كوريا والولايات المتحدة، وسترد بقوة على الاستفزازات والتهديدات الكورية الشمالية من خلال إظهار التحالف في العمل”.

وتابع يون والمسؤولون العسكريون عرضا كبيرا للأسلحة المتقدمة، بما في ذلك قاذفات صواريخ متعددة وصواريخ باليستية ودبابات قتالية وطائرات مسيّرة وطائرات مقاتلة من طراز “إف-35” بالإضافة إلى أسلحة أخرى.

وعرض الجيش الأميركي طائرات مقاتلة وأخرى هجومية.

 وأظهرت صور للحدث يون وهو يلقي التحية من المقعد الخلفي لسيارة مكشوفة بينما كان يسير بين صفوف الدبابات والأسلحة الأخرى.

وقال إن الأسلحة التقليدية لبلاده أساسية لردع كوريا الشمالية، وتسعى سول أيضا إلى زيادة مبيعات الأسلحة الرئيسية في جميع أنحاء العالم.

وكانت وزارة الدفاع اليابانية قد ذكرت في تقرير في يوليو أن كوريا الشمالية تطلق صواريخ قصيرة المدى لتحلق في مسارات منخفضة وغير منتظمة، وهي خصائص لوحظت منذ مايو 2019 ومن المرجح أنها مصممة لزيادة كفاءتها للقتال الحربي.

وفرض مجلس الأمن الدولي عقوبات على كوريا الشمالية، بسبب تجاربها الصاروخية والنووية.

وترفض بيونغ يانغ هذه التحركات باعتبارها انتهاكا لحقها السيادي في الدفاع عن النفس واستكشاف الفضاء.

وقال مشرعون كوريون جنوبيون، الأربعاء، إن الدولة المعزولة أكملت الاستعدادات لإجراء تجربة نووية ربما بين مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني هذا الشهر وانتخابات التجديد النصفي الأميركية في نوفمبر.

سباق الصواريخ

قالت هيئة الأركان الكورية الجنوبية المشتركة في بيان إن الصاروخين قصيري المدى أُطلقا من سونان شمالي العاصمة الكورية الشمالية.

وقدرت أن مداهما بلغ 350 كيلومترا وعلى ارتفاع 30 كيلومترا.

كما أبلغ خفر السواحل الياباني عن اختبارين على الأقل يشتبه بأنهما لصاروخين باليستيين أجرتهما كوريا الشمالية.

وقال وزير الدولة الياباني للدفاع توشيرو إينو إن الصاروخين قطعا مسافة بلغت 400 كيلومتر و350 كيلومترا على ارتفاع وصل إلى 50 كيلومترا.

وقال إينو إن طوكيو قدمت احتجاجا ضد كوريا الشمالية عبر القنوات الدبلوماسية، مضيفا أن الصواريخ ربما حلقت “في مسار غير منتظم” بهدف التهرب من نظام الدفاع الصاروخي.

تعليق أميركي

من جهتها، قالت القيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي إنها على علم بإطلاق الصواريخ الباليستية، لافنو إلى إنها لا تشكل تهديدا مباشرا للأفراد أو الأراضي الأميركية أو لحلفائها.

وأطلقت كوريا الشمالية صواريخ قبل وبعد زيارة هاريس لكوريا الجنوبية موسعة وتيرة قياسية في اختبار الأسلحة هذا العام مع زيادة التهديد بوجود قوة نووية حقيقية يمكنها مهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها.

كما أجرت بيونغ يانغ أول اختبار لصاروخ باليستي عابر للقارات منذ عام 2017.

لماذا كل هذه التجارب؟

ويرى محللون أن سرعة وتيرة الاختبارات تمثل محاولة من كوريا الشمالية لبناء أسلحة في وضع التشغيل والاستفادة أيضا من تشتيت الصراع في أوكرانيا وغيره من الأزمات لانتباه العالم من أجل “تطبيع” اختباراتها.

وقال ليف إريك إيزلي، أستاذ السياسة الدولية في جامعة إيهوا في سول: “على الرغم من نقاط الضعف الداخلية لكوريا الشمالية والعزلة الدولية، فإنها تعمل على تحديث الأسلحة بسرعة وتستفيد من عالم منقسم بسبب التنافس بين الولايات المتحدة والصين وضم روسيا لمزيد من الأراضي الأوكرانية”.

وأضاف “نظام كيم يتحدى إدارة يون بينما تتعثر السياسة في كوريا الجنوبية بسبب التنافس الداخلي”.

skynewsarabia.com