وقال رئيس الأركان العامة للجيش الصربي، الجنرال ميلان مويسيلوفيتش، إن الوضع في شمال كوسوفو وميتوهيا معقد ويتطلب وجود القوات المسلحة على طول الخط الإداري بين كوسوفو والجزء الأوسط من البلاد، فيما اعتبرت رئيسة الوزراء الصربية، آنا برنابيتش، أن الأوضاع مع كوسوفو “على حافة الانزلاق إلى نزاع مسلح”.

 وطالب سفراء دول بريطانيا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة وفرنسا، الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش بتفكيك الحواجز التي أقامها موالون لبلاده في شمال كوسوفو وميتوهيا، فيما أعرب فوتشيتش عن أسفه لبيان الاتحاد الأوروبي، بخصوص توتر الأوضاع في الإقليم، ووصفه بـ “المخجل”، واتهم المجتمع الدولي، بالتآمر مع ألبان كوسوفو، لطرد الصرب من إقليم كوسوفو وميتوهيا.

أصل الأزمة؟

  • نشأ النزاع مع انفصال كوسوفو عن صربيا عام 1999، وإعلان استقلالها عنها عام 2008، لكن بلغراد ما زالت تعدّها جزءا من أراضيها، وتدعم أقلية صربية تعيش في كوسوفو.
  • يشكل الصرب حوالي 5% من سكان كوسوفو، في حين أن 90% من السكان من أصل ألباني، فيما يعيش حوالي 50 ألف صربي في شمال كوسوفو، لا يعترفون بإعلان استقلالها ويحتفظون بروابط وثيقة مع بلغراد–  تحظى كوسوفو باعتراف أكثر من 100 دولة، معظمها غربية، لكن ليس من بينها صربيا وروسيا والصين. وتحافظ قوة تابعة لحلف شمال الأطلسي “الناتو” تتألف من 3770 عسكريا على السلام الهش في كوسوفو.
  • التزم البلدان في عام 2013 بإجراء حوار برعاية الاتحاد الأوروبي لمحاولة حل القضايا العالقة ولكن لم يتم إحراز تقدم يذكر.
  • أغسطس الماضي، أضرب المئات من رجال الشرطة الصرب في شرطة كوسوفو، بالإضافة إلى قضاة ومدعين عامين وغيرهم من العمال احتجاجاً على قرار بمنع الصرب الذين يعيشون في كوسوفو من وضع لوحات ترخيص صربية على سياراتهم.
  • غم تعليق تنفيذ القرار من قبل بريشتينا بسبب الغضب الذي أثاره، فقد استمر إضراب الموظفين ورجال الشرطة الصرب مما أحدث فراغاً أمنياً في كوسوفو.
  • اشتعل فتيل التوتر بين الطرفين عندما حددت كوسوفو موعد 18 ديسمبر لإجراء انتخابات في بلديات ذات غالبية الصربية، لكن الحزب السياسي الصربي الرئيسي أعلن مقاطعته.
  • لاحقا قبضت السلطات الكوسوفية على شرطي سابق يشتبه في ضلوعه في هجمات ضد ضباط شرطة من أصل ألباني، ما أثار غضب الصرب الذين لجأوا الى قطع الطرق.
  • الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، قال إنه أمر الجيش بإعلان حالة التأهب القصوى ”لحماية شعبنا (في كوسوفو) والحفاظ على صربيا”.

حرب أهلية خارج السيطرة

المحلل السياسي، أندرو بويفيلد قال لـ”سكاي نيوز عربية”:

  • • التوترات بين الجانبين لا علاقة لها بأزمتي تراخيص السيارات أو الانتخابات، فالنزاع الذي اندلع قبل عقدين، ولم يحل منذ آخر الحروب التي مزقت يوغوسلافيا السابقة، يشكل قنبلة موقوتة.
  • • هناك خلافات بين الجانبين لم يتم حلها حيث فرض مبدأ القوة عندما تدخل الناتو وتم إرسال قوات حفظ السلام ولذلك تتحين صربيا الفرص.
  • • الأزمة أيضا هي انعكاس أيضا للتوترات الدولية وأبرزها حرب أوكرانيا، هناك اتهامات غربية لروسيا بتأجيج الأوضاع هناك عبر دعم صربيا.
  • • هناك صراع دولي كبير في منطقة البلقان ووسط آسيا بين كل من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين، ما يحدث قد يكون محاولة لتشتيت الأذهان عما يحدث في أوكرانيا.
  • • الوضع خطير في كوسوفو لكن لن يصل إلى حرب، لن يسمح الغرب في ظل الأزمة الدولية ببؤرة توتر جديدة.
  • • اندلاع الاشتباكات سيكون من الصعب السيطرة عليها كونها ستكون حرب أهلية وعرقية ودينية وسيكون أيضا من الصعب التفاوض حولها وستكون أوروبا هي الخاسر الأكبر فيها ولذلك كان هناك بيان شديد اللهجة.
  • • إيجاد بؤرة جديدة للتوتر في صالح روسيا كونه يخفف الضغط على موسكو في أزمة أوكرانيا، فتح جبهات أخرى سيكون في صالح الروس أكثر من الغرب.

skynewsarabia.com