الأسابيع الأخيرة شهدت تطوير روسيا منظومة مضادة للمسيرات تسمى (كونتور) تعتمد على الدرونات لحماية المنشآت ضد خطر مسيرات أوكرانية والتطبيق الأول لحماية سماء موسكو ومنشآتها العسكرية والمدنية من الاستهداف بواسطة درونز موجهة صعبة التعقب والرصد.
كلب حراسة مجنح
يقول الخبير والباحث الروسي في العلاقات الدولية تيمور دويدار، إن المنظومة الروسية الجديدة ستكون مزودة بخاصية “يو تي إم”، التي تستطيع توجيه عمل الطائرات المسيرة جوًا وتفادي التصادمات بواسطة عوامل التشويش الإلكتروني.
وأضاف تيمور دويدار في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الأنظمة الجديدة تعد بمثابة “كلب حراسة مجنح” يحمل كاميرا حديثة تعمل بتكنولوجيا متفوقة تستطيع إعطاء الإشارات مع رصد أجسام مضادة وغريبة أو متفجرات محمولة جوًا عن بعد، ويبقى أن الجامعة التكنولوجية للطيران بموسكو باستطاعتها ابتكار وتصنيع أنظمة لدرونات جديدة نتيجة ما تضمه من كوادر متفوقة في هذه المضمار.
أهم مميزات ومحتويات منظومة كونتور لإيقاف الدرونز الأوكرانية:
- منظومة تتعقب الدرونات طورها معهد موسكو للطيران لحماية المنشآت المدنية والعسكرية.
- تتيح للدرونات العمل في مجموعات يتم تعديلها.
- مزودة بوحدات “يو تي إم” خاصة ذات مستوى عالٍ من سلامة الحركة الجوية.
- قادرة على اكتشاف ومراقبة حركة الآليات والدرونات الأخرى.
- تسمح هذه التكنولوجيا في المستقبل بدمج الطائرات دون طيار في مجال جوي واحد.
- تتعرف على الأجسام المشبوهة التي من الممكن أن تتم محاولة إدخالها إلى المنشآت دون تصريح مسبق.
- يمكنها التعرف على الأجسام المضادة والدقيقة في المجال الجوي وتحديد إحداثياتها وإسقاطها عن بعد.
آخر أساليب روسيا
تستخدم أوكرانيا طائرة يو جاي-22 التي تصنعها شركة “أوكراجيت” الأوكرانية في الضربات الأخيرة على موسكو، كما تعمل على بناء سلسلة مسيرات بحرية طويلة المدى من الجيل الثاني، تعرف باسم “ماغورا في 5″، بمدى يبلغ 450 ميلًا بحريًا.
ويرى الباحث في العلاقات الدولية لدى معهد البحوث والدراسات العربية، يسري عبيد، أن المنظومة الجديدة لمواجهة المسيرات الأوكرانية والتي تم الإعلان عنها من جانب الروس ستكون مخصصة لحماية المنشآت (العسكرية والمدنية) كمباني الوزارات والمؤسسات في المقام الأول، أيضًا روسيا لديها سمعة دولية جيدة في إنتاج أسلحة الدفاع الجوي المتفوقة، كما أن توالي إسقاط مسيرات أوكرانية مؤخرًا كانت متجهة لعمق العاصمة موسكو يؤكد البدء في تشغيل هذه المنظومة.
وقال يسري عبيد في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” إن الجانب الروسي لجأ لتطوير أساليب مواجهة المسيرات كثيرًا في الآونة الأخيرة مع تكرر وكثافة الهجمات صوب موسكو، وأشهرها استهداف الكرملين في حادث 3 مايو الشهير بمحاولة اغتيال الرئيس فلاديمير بوتين، ومبنى “موسكو سيتي”، الذي يحتوي مبانِ حكومية ووزارات.
كما استعرض أسرار اهتمام الروس بالتصدي لخطر المسيرات الأوكرانية لعدد من الأسباب:
- أمن العاصمة بمثابة ستار الأمن القومي للدولة الروسية وتعرضها لهجمات مسيرة يسبب لها حرجًا عالميًا.
- تهديدات المسيرات الأوكرانية تهدد مكانة روسيا باعتبارها القطب العالمي الثاني في تصنيفات القوة العسكرية.
- تبديد مخاوف الشعب الروسي حيال أمن العاصمة وتعرضها للقصف أو الاستهداف بنيران المسيرات.
- تبني تكنولوجيا فائقة التطور للتصدي لـ”الناتو” مسيرات القادرة على استهداف شخصيات بارزة ومسؤولة.
- تسعى روسيا لإنتاج أنظمة مضادة للدرونز تتلافى أخطاء مثيلاتها العاملة حاليًا وغير القادرة على المواجهة الفاعلة.
تم تجربة تلك المنظومة الجديدة (كونتور) في منطقة العمليات العسكرية وتم إنزال طائرات مسيرة أوكرانية من الجو، بواسطة تلك المنظومة ويبقى نجاحها مرتبطًا بقدر كبير في كيفية تصديها لهجمات المسيرات الأوكرانية.