وبعد يومين من المحادثات التي أجراها دبلوماسيون أتراك مع نظرائهم المصريين، تتقدم أنقرة في تواصلها مع العالم العربي خطوة أخرى، من خلال زيارة مقررة لوزير خارجيتها مولود غاويش أوغلو، إلى المملكة العربية السعودية، الأسبوع المقبل.
زيارة غاويش أوغلو للرياض، تأتي بعد أن بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، سبل تحسين العلاقات خلال مكالمة هاتفية يوم الثلاثاء.
وتدرك الولايات المتحدة أن “علاقات جيدة بين شركائها في المنطقة تعني استقرارا أكبر وردعا أفضل لخصومها إقليميا وعالميا”، بحسب ما يقول الدبلوماسي الأميركي السابق، جيرالد فيرستايين.
وفي حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، قال فيرستايين إن التقارب بين مصر والسعودية من جهة، وتركيا من جهة أخرى، “تطور إيجابي، لأن للولايات المتحدة علاقات جيدة مع الدول الثلاث، فتركيا شريك في الناتو، ومصر والسعودية ركيزتان أساسيتان في علاقتنا مع الشرق الأوسط، وأي توتر بين تلك الدول يعيق قدرة الولايات المتحدة على تحقيق أهدافها”.
كما أن التنسيق بين الدول الثلاث “سيتيح استمرار الجهود لإيجاد حل دائم للأزمة في ليبيا، وستكون له تداعيات إيجابية أيضا على العلاقات بين دول الخليج، ما سيعزز استقرار المنطقة واقتصادها”، بحسب فيرستايين.
ووفق الباحث في العلاقات الخارجية الأميركية، بليز ميتزال، فإن تغير الأهداف الأميركية في المنطقة، مع وصول إدارة الرئيس جو بايدن، إلى البيت الأبيض، دفع دولا في المنطقة إلى تبديل نهجها، بما يتماشى مع تراجع الحضور الأميركي في الشرق الأوسط.
ويوضح ميتزال في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الدول” في كافة أنحاء المنطقة ترى أن الولايات المتحدة تنسحب ويتراجع دورها. وأعتقد أن ما نشهده هو محاولة لمعرفة أي القوى ستعيد تشكيل الأحداث في المنطقة، إذ تحاول تركيا التنسيق مع القوى السنية الإقليمية الأخرى، في تغير كبير عما كان عليه الحال قبل عام أو عامين”.
وكانت السعودية، التي تزود تركيا بالنفط والمواد الكيميائية، واحدة من أكبر الأسواق الإقليمية للشركات التركية، التي بدأت في الشكوى العام الماضي من تعثر وصول صادراتها إلى المملكة وسط توترات بين البلدين.
نتيجة ذلك انخفضت الشحنات التركية إلى المملكة بأكثر من 90 بالمئة في مارس مقارنة بالعام السابق، وفق ما نقلت شبكة “بلومبرغ” الأميركية عن بيانات المصدرين الأتراك.
وتسبب التوتر في علاقات البلدين العربيين مع تركيا، في تعميق أزمات أخرى في المنطقة، تقول الولايات المتحدة إنها تسعى لإيجاد حلول غير عسكرية لها، عبر الحوار وإشراك اللاعبين الإقليميين.