واستطاعت روسيا بالفعل أن تسيطر على نسبة مهمة من أراضي  إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، إلى جانب مساحات حيوية في الجنوب الأوكراني، لكن القوات الأوكرانية استطاعت أن ترابط أمام التقدم الروسي.

في غضون ذلك، تؤكد موسكو أن ما يراه الغرب نوعا من البطء يهدف بالأساس إلى حماية أرواح المدنيين، قائلة إن العمليات العسكرية تسير وفق ما هو مرسوم لها بدقة.

وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن الجيش الأوكراني أحدث مفاجآت كبرى في هذا الحرب، مستفيدا في ذلك من المساعدات العسكرية السخية التي قدمتها الولايات المتحدة.

 وأشار المصدر إلى تمكن القوات الأوكرانية، مثلا، من إغراق السفينة الحربية الروسية “موسكوفا” في مياه البحر الأسود، في أبريل الماضي، ثم شن هجوم على قاعدة عسكرية جوية روسية في شبه جزيرة القرم، وهي منطقة قامت روسيا بضمها في سنة 2014.

عوامل التصدي الأوكراني

• لجأ الجيش الأوكراني إلى طرق وصفت بالارتجالية وغير التقليدية، لأجل الاستفادة من الأسلحة التي حصلت عليها البلاد، ومن الأمثلة على ذلك، أنهم قاموا بوضع أنظمة صواريخ على زوارق سريعة، الأمر الذي أدى لزيادة قوة أوكرانيا البحرية.

• تمكنت أوكرانيا من مواصلة الهجوم على أهداف روسية، من خلال الطائرات المسيرة “بيرقدار”، رغم أن هذه الأخيرة تتحرك بسرعة غير كبيرة لا تتجاوز 80 ميلا في الساعة.

• استفادت أوكرانيا أيضا من التكلفة غير المرتفعة لطائرات “بيرقدار”، كما أدخلت تعديلات على بعض المسيرات حتى تحمل قنابل وذخائر لأجل ضرب الأهداف الروسية.

 • المدير التنفيذي لشركة “بيرقدار”، خلوق بيرقدار، نفسه قال في مقابلة تلفزيونية، إن الأوكرانيين استفادوا من المسيرات إلى أقصى حد ممكن.

• في “اجتهاد آخر”، قام الجيش الأوكراني بوضع صواريخ “هارم” الأميركية المضادة للرادار على متن المقاتلات السوفياتية “ميغ 29″، وهو أمر لم يجر القيام به على الإطلاق من ذي قبل في أي سياق عسكري، بحسب مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”.

• أدخل الأوكرانيون تعديلات على مستشعرات الاستهداف في تلك الطائرات، حتى تصبح قادرة على إطلاق الصواريخ الأميركيين، فنجحوا في المهمة، وفق ما نقلت “نيويورك تايمز” عن المسؤول الأميركي الذي لم يجر ذكر اسمه.

• تقديم الولايات المتحدة دعما استخباراتيا لفائدة الجيش الأوكراني.

• وجود عقيدة عسكرية لدى الجنود الأوكرانيين تجعلهم يقاتلون بـ”صلابة وعناد”، في حين كان ثمة من يرجح أن ينهار الجيش الأوكراني في غضون أيام، فتسقط كييف، وهو أمر لم يحصل، ومن الأمثلة على ذلك أيضا، ما حصل في مصنع “أزوفستال” بماريوبول، حيث استمر الجنود المحاصرون في التحصن، ولم يستسلموا إلا عندما صدر إليهم أمر بأن يفعلوا ذلك.

عقبات أمام الأوكرانيين:

• تشير تقديرات عسكرية إلى أن أوكرانيا تفقد ما بين 100 و200 جندي من الجيش بشكل يومي في خضم المعارك الدائرة، وهو ما يعني أن التكلفة البشرية للحرب باهظة للغاية.

• تحصل أوكرانيا على دعم عسكري غربي، في نطاق يوصف بـ”المحدود” رغم سخائه، لأن الغرب يخشى أن يؤدي منح أسلحة “حاسمة” لكييف إلى إثارة حفيظة موسكو، وعندئذ، قد تحدث مواجهة مع دولية نووية.

• تخشى أوكرانيا أن تدخل الحرب مرحلة استنزاف طويلة، بينما تضرر اقتصاد البلاد بشدة، حتى وإن كانت التقديرات تشير إلى وقوع عشرات الآلاف من الضحايا أيضا في الجانب الروسي، بين قتلى وجرحى.

• استطاعت روسيا أن تحد من تأثير العقوبات الغربية على الاقتصادية، كما استفادت من طفرة أسعار النفط، وهذا الأمر يجعل موسكو في موقع مريح إلى حد ما، وفي غير عجلة من أمرها للتفاوض وإنهاء الحرب.

skynewsarabia.com