وهذه المرة الأولى التي تعلن فيها أوكرانيا إسقاط دفعة كاملة من عدة صواريخ فوق صوتية، وإذا تأكد هذا فسيكون دليلا على فعالية الدفاعات الجوية الغربية التي نشرت في الآونة الأخيرة، بحسب رويترز.
وفي وقت مبكر من، الثلاثاء، انطلقت صفارات الإنذار في عموم أوكرانيا تقريبا، ودوت في كييف والمناطق المحيطة لأكثر من 3 ساعات.
وقال الجنرال قائد القوات المشتركة للقوات المسلحة الأوكرانية سيرهي نايف، إن “مهمة العدو هي بث الذعر وإثارة الفوضى. ومع ذلك فإن كل شيء تحت السيطرة الكاملة في منطقة العمليات الشمالية (التي تضم كييف)”.
وكانت صواريخ “كينجال” الستة، وهي صواريخ بالستية تصل سرعتها إلى 10 أمثال سرعة الصوت، بين 18 صاروخا أطلقتها روسيا على أوكرانيا خلال الليل، لتمطر كييف بالحطام الناتج عن تفجير الصواريخ في السماء.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها تمكنت من تدمير نظام دفاع صاروخي أرض جو أميركي الصنع بصاروخ “كينغال”، حسبما أفاد موقع “زفيزدا” الإخباري التابع للوزارة.
إلا أن القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، قال إنه تم اعتراض جميع الصواريخ بنجاح.
وأعلنت سلطات المدينة في العاصمة الأوكرانية أن 3 أشخاص أصيبوا من جراء سقوط حطام الصواريخ.
وقال رئيس الإدارة العسكرية في كييف سيرهي بوبكو عبر “تلغرام”: “كان الهجوم استثنائيا من ناحية الكثافة. أكبر عدد من الهجمات الصاروخية في أقصر فترة زمنية”.
ونقلت “زفيزدا” عن الوزارة الروسية قولها إن الهجمات استهدفت وحدات قتالية أوكرانية ومواقع لتخزين الذخيرة.
وأشار زالوجني إلى أن قوات كييف اعترضت 6 صواريخ “كينجال” أطلقتها طائرات، و9 صواريخ كروز من طراز “كاليبر” أطلقتها سفن في البحر الأسود، و3 صواريخ إسكندر أُطلقت من قواعد برية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت أوكرانيا إنها أسقطت صاروخا واحدا من طراز “كينجال” فوق كييف لأول مرة، باستخدام منظومة الدفاع الجوي الأميركية “باتريوت” التي نشرت في الآونة الأخيرة.
عن “كينجال”
• يمكن لصواريخ “كينجال”، التي يعني اسمها “خنجر”، حمل رؤوس حربية تقليدية أو نووية لمدى يصل إلى ألفي كيلومتر.
• المرة الأولى التي استخدمت فيها روسيا تلك الصواريخ في حروب كانت في أوكرانيا العام الماضي، ونادرا ما تعترف بإطلاقها.
• قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا إنها دليل على تفوق المعدات العسكرية الروسية عالميا، وقدرتها على مواجهة حلف شمال الأطلسي (ناتو).
ومع استعداد القوات الأوكرانية لشن هجوم لأول مرة منذ 6 أشهر، تشن روسيا الآن ضربات جوية بعيدة المدى.
وحققت أوكرانيا الأسبوع الماضي أكبر مكاسبها في ساحة المعركة منذ نوفمبر، إذ استعادت عدة كيلومترات مربعة من الأراضي في الضواحي الشمالية والجنوبية لمدينة باخموت التي تدور فيها معارك ضارية، واعترفت موسكو بتقهقر بعض قواتها، لكنها تنفي انهيار جنودها في مواقع القتال.
وتقول كييف إن هذه التطورات محدودة ولا تمثل حتى الآن القوة الكاملة للهجوم المضاد المنتظر، وتخطط فيه لاستخدام مئات الدبابات الحديثة والمدرعات التي أرسلها الغرب لأوكرانيا هذا العام.
ومع الهجوم المضاد الأوكراني، ستنتقل الحرب إلى المرحلة الرئيسية التالية من الحرب بعد هجوم روسي ضخم في الشتاء يقال إنه أخفق في الاستيلاء على أراض جديدة مهمة على الرغم من وقوع أكثر المعارك البرية دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي غضون ذلك، يجتمع القادة الأوروبيون في أيسلندا اليوم الثلاثاء في قمة لمجلس أوروبا تستمر يومين وتهدف إلى إظهار الدعم لأوكرانيا.