وذكرت وزارة الداخلية في ترانسنيستريا عبر تلغرام: “قرب قرية فورونكوفو، في منطقة ريبنيتسا، في محيط المطار السابق، وقعت 4 انفجارات”.

وخلال الفترة الأخيرة نُفذت عدة حوادث بالمنطقة شملت إطلاق النار قرب مستودع أسلحة وسلسلة من الانفجارات، ما أثار مخاوف من امتداد الصراع الحالي في أوكرانيا.

وتلك التفجيرات تثير جدلا حول من يقف ورائها فهل هي روسيا أم أوكرانيا، ففيما تتهم موسكو المخابرات الأوكرانية بتنفيذها، تقول كييف إن روسيا تسعى إلى “زعزعة استقرار” ترانسنيستريا بهدف تبرير شن عملية عسكرية على مولدوفا.

فرضية تورط أوكرانيا

وما زاد من حالة الجدل تصريحات أليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني، بأن بلاده قادرة على  الاستيلاء على ترانسنيستريا حال طلب الجانب المولدوفي.

أما من الجانب الروسي فرد الجنرال الروسي رستم مينكاييف، قائلا إن “موسكو تسعى إلى إنشاء ممر عبر جنوب أوكرانيا إلى ترانسنيستريا التي تشهد اضطهادًا للسكّان الناطقين بالروسية”.

وعقب تلك الأحاديث وقعت 3 هجمات مسلحة بالمنطقة التي توصفه بـ”حديقة بوتن” الخلفية كونها منطقة سوفيتية سابقة، الاثنين، بخلاف الـ4 تفجيرات الجديدة، كما اتهم رئيس ترانسنيستريا فاديم كراسنوسيلسكي “أوكرانيا بتدبير تلك الهجمات، بهدف جر ترانسنيستريا إلى الصراع”.

ودعا كييف للتحقيق في وقائع “التنقل غير الشرعي لبعض الجماعات المسلحة وتنفيذها لأعمال إرهابية” في أراضي الإقليم الانفصالي.

وعن فرضية تنفيذ المخابرات الأوكرانية لتلك الهجمات، يقول الخبير بالمعهد الدولي للدراسات الإنسانية والسياسية، فلاديمير بروتر: “أعتقد أن هذا من عمل الاستخبارات الأوكرانية، فمن المهم أن ذلك حدث بعد زيارة الضيوف الأميركيين، والهدف النهائي هو استفزاز روسيا إلى ردة فعل حادة، ومعرفة كيف سترد؟”

ويضيف أن “مولدوفا تقف متفرجة حيال تلك الأزمة فهي تعلم أنه لا ينبغي أن تتدخل، وستفعل ما يأمرها الغرب به”، وفقا لوكالة “سبوتينك” الروسية.

أما المحلل السياسي إيغور شورنيكوف، فيقول إن التصعيد في ترانسنيستريا سوف يصبح حافزا لاتخاذ إجراءات حاسمة من قبل رومانيا، التي تدعو رئيسة مولدوفا مايا ساندو إلى التقارب معها.

ويردف، في تصريحات صحفية، أن “القوات الرومانية إن ظهرت في مولدوفا، فلن تخرج منها إلى أي مكان”، مضيفا: “أخشى أن يكون ذلك محرضا لاحتلال رومانيا لمولدوفا”.

رسائل روسيا

وترانسنيستريا، شريط حدودي يمتد على طول حدود مولدوفا مع أوكرانيا، ويبلغ عدد سكانه حوالي 500 ألف نسمة، ويحد أوكرانيا من الاتجاه الجنوب الغرب، ويحاذي دنيستر.

كما أنها أعلنت استقلالها بصورة أحادية، ولا يعترف بذلك المجتمع الدولي، وكانت ضمن أراضي مولدوفا، الدولة الصغيرة في أوروبا الشرقية، والواقعة بين أوكرانيا ورومانيا.

وأدى انهيار الاتحاد السوفيتي إلى نشوب حرب أهلية قصيرة في أوائل التسعينات بين جمهورية مولدوفا والانفصاليين في ترانسنيستريا، الذين أرادوا الحفاظ على العلاقات السوفيتية.

ويقول المحلل السياسي فيكتور بارليكوف، إن جذور المنطقة يعود إلى عشرينيات القرن الماضي، عندما أنشأ الاتحاد السوفيتي جمهورية صغيرة في نفس المنطقة، قبل دمج أجزاء منها في جمهورية مولدوفا خلال الحرب العالمية الثانية.

وعن فرضية شن روسيا تلك الهجمات يقول: “لدى روسيا خطة بإعادة تشكيل حدود جمهوريات الحقبة السوفيتية، كما أن في ترانسنيستريا وإقليم دونباس تمرد انفصاليون مدعومون من روسيا”، وفقا للصحيفة.

أما المحلل السياسي أنطون فلاديمير، فيقول إن سعي روسيا لإنشاء رابط جغرافي مع ترانسنيستريا موجود في الخطاب الروسي منذ التسعينيات، لأن موسكو تسعى إلى الاحتفاظ بجيوب نفوذ لها بأوروبا الشرقية، وتريد قطع الطريق على الجمهوريات السوفيتية السابقة الانضمام إلى أوروبا.

 ويضيف لموقع “سكاي نيوز عربية” أن “موسكو تواصل دعم ترانسنيستريا بالغاز الطبيعي بالمجان وبها ترابط قوات روسية قوامها 1500 جندي، وذلك في أعقاب حربها مع مولدوفا وترانستيستريا”.

skynewsarabia.com