ووفق تقدير خبراء تحدثوا لموقع “سكاي نيو عربية”، فإن إيطاليا قد تتخذ خطوات أبعد الأيام المقبلة، خاصة مع وجود توترات في البحر الأبيض وتحركات عسكرية لعدة دول على سواحله.
وتزداد أهمية هذه الخطوة، مع إعلان شركة “غازبروم” الروسية تعليق تسليم شحنات الغاز الطبيعي إلى إيطاليا، اعتبارا من السبت؛ وهو ما يفاقم أزمة الطاقة في أوروبا.
500 فرد ووحدات بحرية
ونقلت وسائل إعلام إيطالية أن 500 جندي يعملون الآن على حماية خطوط الغاز في البحر المتوسط، موزعين على سفن وطائرات وقطع بحرية.
وتعتبر التعزيزات التي شملت 3 وحدات بحرية و12 مركبة تحت الماء وطائرات عمودية، أقصى قوة تشغيلية تم حشدها لمواجهة المخاطر القائمة في المتوسط.
والأسبوع الماضي، تسبب تخريب استهدف خطي غاز “نورد ستريم 1 و2” الممتدين من روسيا إلى أوروبا، في تلف خط الغاز البحري الممتد بين إيطاليا وألمانيا.
ساحة حرب الغاز
وفي تقدير المحلل الإيطالي دانييلي روفينيتي، فإنه “في هذا الوقت، تعتبر أنابيب الغاز التي تربطنا بليبيا والجزائر وتونس مصلحة وطنية حيوية يلزم حمايتها، كما لم يحدث من قبل”.
ويستدل بأن “ما حدث لـ”نورد ستريم” كان سابقة، وبالتالي لم تعُد البنى التحتية لخطوط الأنابيب آمنة، في البحر وغيره؛ لأن التخريب جزء من أنشطة الحرب الهجينة التي لا تقل عن تحركات الدبابات في ساحة المعركة”.
وعلى هذا، فإن وجود وحدات بحرية عسكرية روسية تقوم بدوريات في البحر الأبيض المتوسط، تفرضه الحاجة للدفاع الإيطالي عن المصلحة الوطنية، حسب روفينيتي، الذي شدد كذلك على تأمين الكابلات البحرية.
ولدى سؤاله عن إمكانية الدفع بقطع حربية إيطالية داخل المياه السيادية لدول جنوب المتوسط مثل ليبيا، أجاب بأن “خطط وزارة الدفاع الإيطالية ليست واضحة في هذا حتى الآن”.
تكسير العظام
من جانبه، يصف المحلل السياسي الليبي إبراهيم الفيتوري، الهجوم على “نورد ستريم” بأنه تطور خطير، حوَّل الحرب إلى “مرحلة تكسير العظام”.
ويرى أن البحر المتوسط، رغم أنه منذ القدم ساحة عمليات بين القوى العالمية “لكن التوتر لم يصل للحظة التي يشهدها الآن”.
ويضرب أمثلة، بأنه خلال أيام قليلة “شهدنا حركة ملحوظة للبحرية البريطانية على سواحل ليبيا، ونشاطا تركيا وإيطاليا”، متوقعا أن يزداد الموقف تعقيدا.
ماذا حدث لـ”نورد ستريم”؟
● في 26 سبتمبر، وقعت حوادث متتالية قرب أنابيب خطي تصدير الغاز الروسي إلى أوروبا، تسببت في تسريب للغاز فيهما عند جزيرة بورنهولم الدنماركية.
● وفي اليوم نفسه، سجل جهاز قياس الزلازل في بورنهولم، هزة أرضية على الساعة الثانية صباحا وأخرى السابعة مساء، كما سجل علماء الزلازل في السويد انفجارات قوية تحت البحر قبل تسرب الغاز.
● في 27 سبتمبر، قال الجيش الدنماركي إن بحوزته صورا تشير إلى ظهور دوائر بقطر بين 200 وألف متر على سطح بحر البلطيق عقب التفجيرات.
● في 28 سبتمبر، أعلنت السويد والدنمارك أنهما لم تعرفا بعد سبب تسرب الغاز.
● في 29 سبتمبر، أعلنت السويد اكتشاف تسرب رابع.
● تتبادل روسيا ودول أوروبية والولايات المتحدة بإشارات وتلميحات الاتهامات المتبادلة حول تخريب الخطين.