وقال الإمام عماد إنشاصي، وهو أميركي من أصول فلسطينية، ويرأس قسم الدراسات الإسلامية في مدرسة ويمبرلي للدين بجامعة أوكلاهوما سيتي، في منشور على فيسبوك، إنه كان يعمل خارج مسجده الأسبوع الماضي، عندما ترجلت مراهقة من سيارة لتسأل عن إمام المسجد.
وأضاف في تصريحات نقلتها وسائل إعلام أميركية، أن الفتاة وصلت يوم الأربعاء، قبل صلاة المغرب، وكان هو الشخص الوحيد الحاضر هناك، مرتديا ملابس رياضية وقبعة أثناء قيامه بأعمال في فناء المسجد.
وقال إنشاصي، البالغ من العمر 56 عاما، إنه لم يكن يرتدي ملابس الإمام، وأضاف: “ثم قلت: نعم أنا الإمام، هل أستطيع مساعدتك؟”.
وتابع إنشاصي أن المراهقة كانت تحمل مظروفا به 80 دولارا، وأخبرته أنها تريد تقديمه لمساعدة عائلة ما في غزة، وأضافت أنها تريده أن يخبرهم “أن هذا من فتاة يهودية شابة عملت طوال الأسبوع في مجالسة الأطفال، وأننا نحبهم ونشعر بألمهم”.
وكتبت إحدى مستخدمات “فيسبوك” في التعليقات على منشور إنشاصي: “لقد جعلني منشورك أبكي”، وأجابها إنشاصي: “إنني أبكي معك”.
وقال الإمام إن إحدى النساء المصليات في المسجد فقدت العديد من أقاربها في غزة خلال أعمال العنف الأخيرة بين إسرائيل وفصائل فلسطينية، قبل وقف إطلاق النار.
وأضاف أن الهدية أثارت مشاعره، وقال للفتاة، التي لم تذكر اسمها لكي تبقى مجهولة، إن تصرفها “رائع”.
وأوضح إنشاصي أن الفتاة جعلته يتخيل ابنته وابنه المراهقين “وإحساسهما القوي بالعدالة الاجتماعية وقوتهما”، وأنه استطاع أن يرى أن قلب الفتاة “كان مفعما بالمشاعر من أجل أهل غزة.”
ولفت إلى أن التبرع جاء بعد أيام من تجمع استضافه المسجد مؤخرا، حيث تحدثت إحدى المصليات عن فقدان 14 من أفراد عائلتها في غزة.
وجاءت اللفتة الإنسانية من الفتاة، بعد جولة قصف متبادل بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس الشهر الماضي، أعقبت احتجاجات على إبعاد السلطات الإسرائيلية عائلات فلسطينية عن أراض ومنازل في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية.
وتزايدت التقارير عن هجمات معادية للسامية في الولايات المتحدة أثناء أحداث العنف وبعدها، وقالت “رابطة مكافحة التشهير”، وهي منظمة يهودية مدنية لحقوق الإنسان، إنها وجدت زيادة في حوادث معاداة السامية على الإنترنت وفي الواقع خلال تلك الفترة.
وقال إنشاصي إنه قرر التحدث عن المبادرة في أعقاب المشاعر المعادية للسامية، ليميز الناس بين الهوية الدينية والأعراف السياسية، وأضاف: “قلبي ينفطر بسبب أي عنف يرتكب بدافع الكراهية ضد أي دين في الولايات المتحدة”.