وقال ترامب في المناظرة إن الوباء تفشى بسبب خطأ الصين الذي ما كان يجب أن يحدث، مضيفا “إنه طاعون الصين”.
ومنذ بداية تفشي فيروس كورونا في الولايات المتحدة وخارجها، وجه ترامب سهام نقده صوب بكين، محملا إياها المسؤولية عن التداعيات العالمية للوباء، ولا سيما النتائج الكارثية في الولايات المتحدة.
وخسرت الولايات المتحدة أرواح 200 ألف من مواطنيها، وبلغت حصيلة المصابين أكثر من 7 ملايين، من بينهم الرئيس ترامب نفسه، علاوة على خسائر بمئات المليارات من الدولارات.
وفي مناسبات عديدة، وصف ترامب الفيروس بـ”الصيني”، الأمر الذي أثار غضب بكين، التي لم تقف صامتة بل شنت هجوما إعلاميا مكثفا عليه، ركز على ما قال إنه سوء إدارته لأزمة الوباء.
موقف شعبي
وتحتفل الصين هذه الأيام بما يعرف بـ”الأسبوع الذهبي”، وهو عطلة عامة تستمر ثمانية أيام، واستغل مئات الملايين من الصينيين هذه الإجازة للسفر والاستمتاع بوقتهم، في دليل جديد على تعافي البلاد على نحو كبير من الوباء، بخلاف الولايات المتحدة.
وبعيد الإعلان عن تشخيص إصابة ترامب بمرض “كوفيد-19″، الذي يسببه الفيروس، أعرب عدد من المعقلين الصينيين عن شماتتهم بالرئيس الأميركي، معتبرين أن إصابة الأخير “قصاص عادل منه”، بعدما اتخذ من بلادهم “كبش فداء” في أزمة الوباء، كما يقولون.
ودفعت اتهامات ترامب المتتالية للصين إلى دفع العلاقات بين البلدين إلى أسوأ مستوى لها منذ عقود، وادخلتها منطقة الخطر، بحسب شبكة “سي أن أن”.
وغرق موقع “ويبو”، النسخة الصينية الشبيهة من “تويتر”، بملايين التعليقات الشامتة بالرئيس الأميركي.
مؤشرات رسمية صينية
لكن شيئا غريبا حدث على منصة “تويتر”، إذ كتب هو شيجين، رئيس تحرير صحيفة “غلوبال تايمز” المملوكة للدولة الصينية أن ترامب بإصابته بالفيروس دفع ثمن مقامرته بالتقليل من خطر المرض.
وسارع الصحفي الذي تربطه صلات وثيقة بالقيادة الصينية إلى حذف التغريدة.
وانتشرت تغريداته على نطاق واسع في وسائل الإعلام العالمية قبل حذفها، على اعتبار أنه مؤشر على توجه بكين الرسمي تجاه ترامب.
وما يؤكد جنوح بكين نحو التهدئة مع ترامب حاليا هو أن قصة مرضه لم تحظ بتغطية واسعة في وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الحكومة، إلى درجة أن وسائل إعلام بارزة مثل “سي سي تي في” وصحيفة “الشعب” أوقفت تعليقاتها عن ترامب في مواقع التواصل.
السيناريو الكارثي
وعلى الرغم من أن الدوائر الحكومية في الصين مغلقة بسبب الإجازة العامة، إلا أن وزارة الخارجية أصدرت بيانا مقتضبا تمنت فيه الشفاء العاجل لترامب وزوجته من الفيروس.
وبحسب “سي إن إن”، لدى بكين أسباب عديدة لكي تقلق من إصابة ترامب بكورونا، ذلك أن الرئيس الأميركي جعل منها “كبش فداء” للتغطية على التداعيات الكارثية للفيروس على الولايات المتحدة.
ولا تبدو الصين راضية لاحتلالها مكانا بارزا في سباق الانتخابات الأميركية، خصوصا أنه من المتوقع أن يتخذ ترامب بعد إصابته، موقفا أكثر تشددا حيال بكين.
وسيكون السيناريو “كارثيا”، في حال تعافي ترامب وفوزه في الانتخابات الرئاسية المقررة في الـ3 من نوفمبر المقبل.
وقالت السيناتور الجمهوري، كيلي لوفلر، إن “الصين أصابت رئيسا بالفيروس، وعلينا محاسبتها على ذلك”، ووصل الأمر بأحد مسؤولي حملة ترامب الانتخابية إلى اتهام بكين “بتدبير هجوم بيولوجي” ضده.