وأوضحت الدبلوماسية الصينية في بيان صحفي أن هذا إجراء “تجريبي” مطبق في الوقت الحالي لمدة عام.

ويأتي بعد استعادة بكين الروابط الجوية الدولية في بداية العام وإنهاء الإجراءات الصحية الصارمة التي عزلت الصين لمدة ثلاث سنوات.

تدفئة العلاقات مع أوروبا

من جانبها، رحبت غرفة تجارة الاتحاد الأوروبي في الصين بهذه اللفتة. وفي بيان صحفي، عبرت عن أملها في “أن تتم إضافة دول أوروبية أخرى قريبًا إلى هذه القائمة”. وشددت على أن “هذا تحسن ملموس ومفيد، وسيعزز أيضًا ثقة رجال الأعمال”.

وقبل ذلك كان الرئيس الصيني قد دعا باريس خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون في 21 نوفمبر،  إلى لعب دور بناء في تعزيز التنمية الإيجابية للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.

إنعاش السياحة

وبهذه الخطوة، تسعى الصين أساسا إلى تنشيط السياحة التي عرفت ركودا كبيرا. فبلغة الأرقام، تفيد بيانات منظمة السياحة العالمية، إلى أن العملاق الآسيوي سجل انخفاضا بنسبة 68 بالمئة في عدد السياح الدوليين الوافدين في عام 2020، مقارنة بالعام السابق. كما انخفضت إيرادات السياحة بنسبة 63 بالمئة خلال نفس الفترة.

ففي عام 2019، قبل أن تنغلق الصين على بقية العالم، استقبلت حوالي 65.7 مليون زائر دولي، وفقا لبيانات منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.

وبحسب مجلة “كايجينغ” الاقتصادية الأسبوعية، فإن بيانات مكتب الإحصاء لبلدية بكين، تفيد بأن عدد المسافرين الأجانب في العاصمة في الفترة من يناير إلى يونيو من هذا العام بلغ 407.900 فقط، وهو ما يمثل 11 بالمئة فقط من الإجمالي السنوي في عام 2019.

أما مدينة شنغهاي، إحدى مناطق الجذب السياحي في البلاد، فقد كانت أرقامها مخيبة للآمال للغاية. خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، سجلت المدينة 1.2 مليون سائح فقط. 

وفي عام 2022، تكبدت شركات الطيران الصينية الرئيسية الثلاث خسائر تزيد عن 14 مليار يورو، عوقبت في سوقها المحلية الضخمة بسياسة الصفر من كوفيد وقيود السفر في الخارج.

إجراء لن يحل المشكل 

لكن يبدو أن هذا الإجراء الجديد “غير كافي لحل المشكل” بحسب تعبير كبيرة الاقتصاديين لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في بنك الاستثمار الفرنسي Natixis، ومقره في هونغ كونغ، أليسيا جارسيا هيريرو.

وفي تصريحها لموقع “سكاي نيوز عربية” تقول: “أنا لا أقول إنه ليس خبرا جيدا لكن أثره محدود على السياحة والاقتصاد”.

وتؤكد كبيرة الاقتصاديين لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في بنك الاستثمار الفرنسي أن رفع حظر التأشيرات لن يزيد من عدد السياح الوافدين إلى الصين. لا أعتقد أن مسألة التأشيرات كانت وراء دخول حوالي 15 ألف سائح فقط إلى الصين منذ بداية السنة، إلى حدود شهر سبتمبر. نقارن هذا العدد بملايين الأشخاص الذين كانوا يذهبون إلى الصين قبل تفشي جائحة كورونا وآنذاك كانوا يحتاجون إلى تأشيرات دخول. وبالتالي لا أتوقع أي تغيير كبير في ما يخص عدد السياح الآن”.

وتوضح، “أرى أن الأمر يتعلق أكثر بصورة الصين في العالم خاصة أوروبا ولأي درجة تستطيع جذب الناس”.

وتقدم مثال هونغ كونغ التي كانت تستقبل ملايين السياح في الماضي وتراجعت الأعداد بشكل كبير علما أنها لا تستلزم وجود تأشيرات دخول.

وبالتالي،”السبب ليس جائحة كورونا أيضا، فالأوروبيون لا يخشون كورونا لكنهم يخافون في المقابل من قانون مكافحة التجسس أو بالأحرى قانون مكافحة التجسس الأجنبي، يخشون ما يتم التحدث عنه في وسائل الإعلام وسواء كان ما ينشر صحيحا أو مبالغا فيه، فإن الناس يسمعونه ويقررون عدم الذهاب إلى الصين”.

وتختم، “المسألة هي إذن متعلقة بالتصور الذي يملكه الناس عن الصين والرسائل التي تمررها بكين عبر وسائل الإعلام الدولية”. 

ويبدو أن الصين تحاول منذ فترة الانفتاح من جديد على العالم، فقد سبق وأن قررت اعتبارًا من 30 أغسطس 2023، عدم  حاجة المسافرين الراغبين في الذهاب إلى الصين إلى إجراء اختبار PCR وإكمال الأقسام المقابلة في نموذج الإقرار الصحي الجمركي قبل الصعود إلى الطائرة .الالتزام الوحيد الآن هو إكمال الإقرار الصحي على موقع مخصص لإنشاء رمز الاستجابة السريعة الذي يجب طباعته.

skynewsarabia.com