وتنشط على طول الشريط الشمالي الغربي الذي يشمل مالي وبوركينا فاسو والنيجر ونيجيريا عدد من الجماعات المسلحة التي تسمى نفسها حركات متشددة، لكون نشاطها لا يقتصر على البلد الذي تتواجد فيه، ومنها القاعدة في المغرب الإسلامي وتنظيم داعش في غرب إفريقيا.
وتتفرع من القاعدة في المغرب الإسلامي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بقيادة “إياد أغ أغالي” وتتوزع في مناطق شمال مالي ومنطقة ماسينا بوسط مالي وتحاول توسيع مناطق وجودها وسيطرتها على الحدود بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
وخاضت الجماعة في السنوات الأخيرة معارك مميتة ضد داعش بهدف بسط النفوذ في تلك المناطق.
ويوضح جلي بسادا الخبير الأمني المختص في شئون الجماعات المسلحة لموقع “سكاي نيوز عربية” إن معظم الجماعات المسلحة اتجهت خلال الفترة الأخيرة لإنشاء تحالفات فيما بينها، ورغم اختلاف الخلفيات إلا أن تلك الحركات تلتقي جميعها في استخدام القتل والتدمير كطريق وحيد لتحقيق أهدافها التوسعية.
وفي مارس 2017، اتحدت 3 جماعات سمت نفسها “نصرة الإسلام والمسلمين” تحت قيادة إياد أغ أغالي، وتدين هذه المجموعة بالولاء لتنظيم القاعدة.
وتخوض المجموعة؛ معارك شرسة ضد الجيش المالي وداعش بهدف الحصول على السلاح وبسط السيطرة على مناطق جديدة واستراتيجية. وتتركز المجموعة بشكل أساسي في منطقة تمبكتو ويقدر عدد مقاتليها بنحو 15 ألف مقاتل من دول شمال وغرب إفريقيا.
كما يوجد تحالف مجموعات “ماسينا” في منطقة قبائل الفولان ويتزعمها “أمادو كوفا” الذي تحالف مع القاعدة ونصرة الإسلام.
وتشن المجموعة عمليات منتظمة عسكرية ضد الجيش المالي؛ ويقدر عدد مقاتلي المجموعة بنحو 20 ألفا يتوزعون في مناطق مختلفة في شمال ووسط مالي.
جماعة “نصرة الإسلام”
- أسست جماعة “أنصار الدين” التي أصبحت فيما بعد “نصرة الإسلام” مركز رئيسي لها في منطقة “كيدال” في أقصى شمال مالي، والتي كانت تشكل منطقة التمرد الأساسية في إقليم أزواد منذ بداية الستينات من القرن الماضي، وينحدر منها زعيم الجماعة إياد أغ أغالي.
- تتوزع الجماعة على طول الحدود مع الجزائر ويقدر عدد مقاتليها بما بين 20 إلى 30 ألفا أغلبهم من الطوارق.
- تتنازع الجماعة مع جماعة داعش من أجل السيطرة على منطقة مينكا الاستراتيجية في شمال مالي.
ويقول الناشط والإعلامي سفيان عمر لموقع “سكاي نيوز عربية” إن هنالك بعض الجماعات التي تنتهج نهجا قبليا أو إثنيا.
ويوضح في هذا السياق؛ ان جماعة داعش في غرب إفريقيا؛ تركز في تكوينها على قوميتي الفولان و”الدوسحاق” وعدد آخر من قبائل المنطقة؛ لكن هذه الجماعة تمنع على أي شخص غير عربي تولي قيادتها؛ وهو ما أدخلها في أزمة بعد مقتل زعيمها “عدنان أبو الوليد الصحراوي” في عملية “برخان” الفرنسية في منتصف سبتمبر 2021.
وفي الجانب الآخر تنشط داعش بشكل أساسي في المنطقة الشمالية الشرقية من مالي وتحديدا في منطقة مينكا على حدود النيجر وكذلك على حدود بوركينا فاسو مع النيجر.
ويقدر عدد مقاتلي التنظيم بنحو 50 ألف مقاتل موزعين بين شمال نيجيريا والنيجر ومالي وبوركينا فاسو.
ويخوض التنظيم معارك مستمرة ضد القوات الحكومية البوركينية والمالية والنجيرية؛ كما يخوض معارك متقطعة مع الحركات الأزوادية وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين؛ وذلك من أجل بسط السيطرة والنفوذ.
وترتبط معظم تلك المجموعات بشبكات إرهابية مشابهة في دول في المنطقة وفي شمال إفريقيا.