ويواجه جونسون حاليا أكثر الأزمات حرجا خلال رئاسته مجلس الوزراء، بعد تكشف أمر سلسلة من التجمعات في “داوننغ ستريت” خلال فترة الإغلاق والحظر المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا، في وقت ربما كان يتعذر فيه على المواطن العادي أن يودع قريبا يحتضر.
وبعد أن حقق جونسون فوزا انتخابيا ساحقا في 2019، خرج الأربعاء الماضي ليعتذر بعد حفل لاحتساء الخمور في مقره الرسمي، في أول فترة إغلاق بسبب كورونا في بريطانيا، واعترف أنه كان حاضرا في الحفل.
وقالت صحيفة “تلغراف” إن حفلي مشروبات آخرين أقيما أيضا داخل “داوننغ ستريت” في 16 أبريل 2021 عندما كانت هناك قيود على اللقاءات الاجتماعية، سواء في أماكن مغلقة أو مفتوحة، وقالت إن جونسون كان بمقره الريفي في تشيكرز في ذلك اليوم.
وفي اليوم التالي، كانت الملكة إليزابيث تودع زوجها فيليب الذي توفي عن عمر 99 عاما.
متشحة بالسواد وبوجه يكسوه الحزن البالغ، وقفت الملكة البالغة من العمر 95 عاما وحيدة محنية الرأس أثناء إنزال جثمان رفيق دربها على مدى 73 سنة إلى القاعة الملكية في كنيسة القديس جورج، أما في “داوننغ ستريت”، فكان الأمر مختلفا.
قالت “تلغراف” إن فريق جونسون توجه إلى متجر قريب لشراء المشروبات الكحولية، واستخدم جهاز كمبيوتر محمولا لإطلاق الموسيقى، وتحطمت أرجوحة يستخدمها ابن جونسون الصغير.
معارضو جونسون طالبوا باستقالته، ووضعوه في صورة ذي الوجهين الذي يطالب الشعب بالالتزام ببعض من أشد القواعد إيلاما وقت السلم، بينما فريقه يلهو ويمرح.
انضم لهذه المطالبات عدد محدود، لكنه آخذ في الزيادة، من حزب المحافظين الذين ينتمي إليه جونسون نفسه، خشية أن تسبب هذه الأحداث ضررا بفرص الحزب الانتخابية.
أما جونسون نفسه (57 عاما)، فقد قدم روايات متعددة لهذه الحفلات، تراوحت بين نفي خرق أي قواعد وبين تفهم الغضب مما بدا من رياء في قلب الدولة.
وكان أحد الاحتفالات التي أقيمت في “داوننغ ستريت” في أبريل 2021 لتكريم جيمس سلاك، مدير الاتصالات السابق، الذي قال الجمعة إنه يريد أن “يعتذر بلا أي قدر من التحفظ عما أثير من غضب وإيذاء”.
وقال سلاك، الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس تحرير صحيفة “صن” في بيان، إن التجمع “ما كان يجب أن يحدث في الوقت الذي حدث فيه”.
وحين سئل متحدث باسم “داوننغ ستريت” عن أنباء إقامة حفلات في اليوم السابق لجنازة الأمير فيليب، قال إن سلاك “أدلى بكلمة توديع لزملائه يشكر فيها كلا منهم على ما قدموه له من دعم، سواء من كانوا موجودين بالمكتب للعمل أو على من خلال الشاشة لمن يعملون من المنزل”.
وقالت الشرطة البريطانية الخميس إنها لن تفتح تحقيقا في أمر عقد تجمعات بمقر إقامة جونسون خلال فترة الإغلاق بسبب كورونا، ما لم يتوصل تحقيق داخلي تجريه الحكومة إلى دليل يثبت حدوث مخالفات جنائية محتملة.