وحصل مكارثي النائب عن ولاية كاليفورنيا، على 201 صوت بينما يحتاج 218 صوتا للفوز بمقعد رئاسة مجلس النواب، في حين صوّت 20 نائبا جمهوريا لصالح منافسه، براين دونالدز، بينما صوّت جميع الأعضاء الديمقراطيين البالغ عددهم 212 نائبا لصالح زعيم الأقلية الديمقراطية حكيم غيفريز.

تحوّل تاريخي

  • أوضحت صحيفة “الغارديان” إلى أنه على مدى قرن من الزمان، كان اختيار رئيس المجلس مجرد إجراء شكلي، مع امتلاك الحزب الحاكم ما يكفي من التنظيم للانتقال بسرعة إلى الأمور الأخرى، قبل أن يكسر الحزب الجمهوري هذا التقليد بعد أن فشل في عدّة اقتراعات منفصلة لجمع الأصوات اللازمة لتنصيب مكارثي، المرشح الأوفر حظا، كرئيس.
  • لم يتمكن مكارثي في إقناع رفاقه من مؤيدي الرئيس السابق دونالد ترامب بانتخابه، إذ أن هؤلاء ظلوا على رأيهم بأنه معتدل أكثر مما ينبغي، ما يُظهر الخلاف بين الجناحين “المعتدل والمتطرف” داخل الحزب الجمهوري.
  • قال الكاتب أندرو غوثورب، إن مشهد حزب غير قادر حتى على تحديد من يجب أن يقوده، يكشف الكثير من الأمور للناخبين، وينبغي على الديمقراطيين الاحتفاء بهذه “المصائب الجمهورية”.
  • لفت إلى أن وجود أغلبية ضئيلة في مجلس النواب يعني أن مكارثي يمكن بسهولة أن يكون رهينة من قبل أعضاء حزبه الأكثر تطرفا.
  • لم ينجح مكارثي حتى الآن في إقناع أعضاء حزبه من مؤيدي الرئيس السابق دونالد ترامب بانتخابه، ما ألقى بتداعياته على الصراع داخل الحزب.
  • سيتجه الحزب الجمهوري إلى الانتخابات الرئاسية عام 2024 بتلطيخ سمعته بالتطرف وعدم الكفاءة، ويمكن للأميركيين فقط أن يأملوا في ألا يتسبب ذلك في الكثير من الضرر للبلاد في هذه الأثناء.
  • اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست”، أن ما جرى خلال الساعات الماضية هو “عاصفة كاملة من سوء التقدير ومعاداة المؤسسات”.
  • وأوضحت الصحيفة أن فشل الجمهوريين في التقييم المناسب للمناخ السياسي ونقاط ضعفهم في انتخابات التجديد النصفي، أدى إلى حصولهم على أغلبية ضئيلة بدلاً من “الموجة الحمراء” التي كانت متوقعة.
  • قال مات غيتز النائب عن ولاية فلوريدا، إن مكارثي “لا يؤمن بأي شيء، وليست لديه إيديولوجية”.
  • وسعى مكارثي لتقديم ضمانات تفاديا لعرقلة خطوته، وإعادة سيناريو عام 2015 عندما فشل بفارق ضئيل في أن يصبح رئيسا لمجلس النواب.

مخاطر مستقبلية

من جانبه، قال الأكاديمي والمحلل السياسي المهتم بالشؤون الأميركية سعيد صادق، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الانتخابات الأخيرة أظهرت انقسام المجتمع الأميركي كله، لكن هذا يبدو واضحا بصفة خاصة في الحزب الجمهوري.

وأوضح صادق أن الانقسامات الحالية تتلخص في الموالين والمعارضين للرئيس السابق دونالد ترامب، وهذا ما يُلقي بتداعياته على مرشح الحزب في انتخابات الرئاسة 2024، فرغم كون ترامب الأوفر حظا، لكن بعض أعضاء الحزب يرون أنه ورطهم في العديد من الأزمات التي نالت من ثقة الأميركيين.

وشدد على أن الانقسامات بين الجمهوريين أثرت بشكل فادح على اختيار رئيس مجلس النواب، مما قد يُهدد قوة الحزب ذاته، فضلًا عن انقسامهم بشأن المرشح للرئاسة في انتخابات العام المقبل.

وتترقب الولايات المتحدة “حربا باردة” بين مرشحي الحزب الجمهوري في السباق على لقب سيد البيت الأبيض، وسط انقسامات حادة بين قادة الحزب الذين يؤهلون أنفسهم لانتخابات الرئاسة 2024.

وترى “الغارديان” أن مشاكل الحزب الجمهوري مع التطرف تمتد إلى ما هو أبعد من شخص دونالد ترامب، فحتى لو تنحى عن السياسة غدا، فسيظل الجمهوريون في مجلس النواب يقضون العامين المقبلين غارقين في معارك أيديولوجية مستعصية وتحقيقات حزبية حادة.

skynewsarabia.com