وفي لقاء له مع وسائل إعلام فرنسية، الاثنين، في إطار حملته الانتخابية، قبيل أيام من انطلاق ماراثون الانتخابات الرئاسية الفرنسية، قال ماكرون إنه “توجد إشارات واضحة جدًا لارتكاب جرائم الحرب في بوشا ومن الواضح أن خلفها الجيش الروسي، وأشار إلى أنه “لا يمكن أن نتغاضى عن الأمر، وعلينا فرض عقوبات بمستوى ما حدث في بوشا وماريوبول”.
وقرأ مراقبون تصريحات الرئيس الفرنسي بشأن وقف واردات الغاز والنفط بأنها غير واقعية بسبب اعتماد باريس على الغاز الروسي لتغطية ما يزيد عن 46٪ من احتياجاتها.
ويرى الدكتور كريم العمدة أستاذ الاقتصاد السياسي، أن دول الاتحاد الأوروبي بوجه عام لن تستطيع التخلي عن واردات النفط الروسي في وقت قريب، لأن اعتمادها على روسيا يتجاوز بشكل عام 50٪ من حاجاتها اليومية، وبالتالي سيترتب على القرار نتائج كارثية ووقف كامل لخطوط الصناعة والإنتاج في البلاد.
وفي تصريح لـ”سكاي نيوز عربية”، يقول العمدة إن أوروبا تبحث منذ سنوات عن مصادر بديلة، لتفادي النتائج المترتبة على قطع واردتها من جانب روسيا، لأن احتمالات الحرب بين روسيا وأوكرانيا قائمة منذ عام 2014، ودول الاتحاد الأوروبي تدرس البحث عن بدائل توفر مميزات استيراد الغاز والنفط من موسكو لكنها لم تتوفر بعد.
وحول تصريحات ماكرون يقول العمدة إنها تأتي في سياق الدعاية الانتخابية مع احتدام المنافسة بينه وبين المرشحين الآخرين على رئاسة البلاد واستغلال الملف الخاص بأوكرانيا لكسب تأييد الناخبين، خاصة أن فرنسا تلعب دوراً محورياً في إطار المباحثات الدبلوماسية للأزمة الراهنة.
وتصدر روسيا نحو 8 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام والمكثفات والمنتجات المكررة حول العالم، منها 4.5 مليون برميل يوميًا تذهب إلى أوروبا.
ويصل نحو مليون برميل يوميًا عبر خط أنابيب دروجبا، أساسًا، إلى المصافي غير الساحلية في أوروبا الشرقية.
كما تعدّ روسيا موردًا كبيرًا للفحم الحراري إلى الاتحاد الأوروبي، إذ استحوذت على 70%، أو 36 مليون طن، من واردات الاتحاد العام الماضي، وفقًا لمكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي (يوروستات).
ويتصدر الرئيس الحالي للبلاد إيمانويل ماكرون، بنسبة عالية من الناخبين على منافسيه في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 10 أبريل المقبل.
ووفق الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة “إيلاب”، فقد حصل ماكرون على 28 في المئة من نوايا التصويت (+0,5 نقطة) في الجولة الأولى التي سيتصدرها، لكن الفجوة مع مارين لوبان ستضيق بسبع نقاط في الجولة الثانية لتحصل المرشحة على 47,5 في المئة من الأصوات.
من جانبه، عزز زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلونشون موقعه في المرتبة الثالثة (15,5 بالمئة من نوايا التصويت بزيادة +0,5 نقطة)، متقدما على مرشح اليمين المتطرف الآخر إريك زمور (10,5 بالمئة، +0,5 نقطة) ومرشحة اليمين التقليدي فاليري بيكريس، التي ما زالت تحتل المرتبة الخامسة في الاستطلاع (9,5 بالمئة، -0,5 نقطة).
يشار إلى أن المسائل المحلية الفرنسية تراجعت في سلم اهتمامات الرئيس المنتهية ولايته نتيجة الأزمة في أوكرانيا، التي عززت في المقابل صورته كرجل دولة، أما لوبن، فتركز حملتها على القوة الشرائية التي تمثل الشاغل الأول للفرنسيين، وقد زادت حظوظها في الجولة الأولى بنقطة مئوية لتبلغ نوايا التصويت لصالحها 21 في المئة.
وأجري الاستطلاع عبر الإنترنت خلال اليومين الماضيين، وشمل عينة من 1531 شخصا. ومن المقرر أن تنظم الجولة الأولى للانتخابات في العاشر من الشهر المقبل، والثانية في الـ24 منه.