ودعت اللجنة التنسيقية للحركات الأزوادية جميع الحركات الإزوادية للانضمام إلى التحالف الجديد.

ويضم التحالف الجديد الحركة الوطنية لتحرير أزواد والمجلس الأعلى لوحدة أزواد إضافة لحركة أزواد العربية.

وقالت الحركات المتحالفة، في بيان، إن الخطوة تهدف إلى حماية الشعب الإزوادي لمواجهة التحديات الماثلة أمامه، خصوصا في ظل تعثر اتفاق الجزائر الموقع بين الحركات الإزوادية والحكومة المالية في مايو 2015؛ وتدهور الأوضاع الأمنية وزيادة حدة الهجمات الإرهابية في المنطقة.

وأشار البيان إلى أن قرار توحيد الحركات الثلاث جاء متسقا مع إرادة الشعب الإزوادي ومطالبه المشروعة للعيش بسلام وتحقيق الاستقرار والرفاه الاجتماعي والسياسي.

ووفقا للبيان فقد قررت اللجنة التنسيقية للحركات الإزوادية إنشاء لجنة فنية تضطلع بالإجراءات العملية للاندماج؛ وتنظيم مؤتمر جامع في أقرب وقت ممكن لوضع المبادئ التوجيهية وتشكيل أجهزة جديدة لإدارة أنشطة التحالف.

أهمية متزايدة

تزايدت أهمية الحركات الإزوادية، خلال السنوات الماضية، حيث نشطت بقوة في التصدي للجماعات الإرهابية في شمال مالي وخاضت عدة معارك أدت إلى تقليص نفوذ حركة داعش وحركات إرهابية أخرى اتخذت من الأراضي المالية نقطة انطلاق إلى غرب وشمال إفريقيا.

وتتهم تنسيقيات الحركات الإزوادية والحكومة المالية بالتعنت وعدم الامتثال للقرارات والاتفاقات المبرمة مع ممثلي القضية الإزوادية.

فشل حكومي

يعزي مراقبون التطورات الأخيرة إلى تدهور الأوضاع الأمنية في شمال مالي، بعد فشل الحكومة المالية في تنفيذ اتفاق السلام الموقع مع الحركات الإزوادية في الجزائر، والذي ينص على عدد من البنود من بينها، منح الأزواديين حكما ذاتيا موسع الصلاحيات وتمثيلهم في جميع مؤسسات الدولة وتسهيل عودة وإدماج اللاجئيين.

ويرى الخبير الأمني المالي، أمادو أحمد، أنه كان بإمكان الحكومات المالية المتعاقبة حل الأزمة منذ وقت مبكر، إذا لجات للتفاوض الجاد مع الحركات الأزوادية والمجموعات الشمالية الأخرى، خصوصا بعد نجاح قوات تابعة لهم في التزود بأسلحة متطورة.

ويقول أمادو لموقع “سكاي نيوز عربية”: “النزاع المالي – الأزوادي يعتبر نزاعا سياسيا و لا يمكن حله إلا بمفاوضات جادة تناقش المشاكل الحقيقية الجوهرية للتوصل إلى تسوية نهائية”.

وفي ذات السياق، يعبر الناشط الإزوادي أكلي محمد عن اعتقاده بأن مستقبل اتفاق الجزائر الموقع في 2015 يلاقي نفس مصير الاتفاقيات السابقة الموقعة في الأعوام 1992 و2007 بين الحكومة المالية والحركات الإزوادية والتي لم تصمد كثيرا.

ويقول محمد لموقع “سكاي نيوز عربية” إن فشل الاتفاق له عواقب وخيمة على المستويين المحلي والإقليمي.

ويوضح: “يؤدي الفشل إلى زعزعة الأوضاع الأمنية وزيادة نشاط الجماعات المتطرفة المتواجدة في المنطقة؛ مستفيدة من الفراغ الذي يتركه الجمود السياسي والاقتصادي في شمال مالي”.

ويشدد محمد على ضرورة أن يظهر المجتمع الدولي قدرا أكبر من الجدية والالتزام بالتنمية المستدامة ومخاطبة جذور الأزمة.

الحركة الأزوادية

  • 1969: تشكلت مجموعة من الحركات الأزوادية للمطالبة بالانفصال عن مالي، ومنذ ذلك الوقت وحتى العام 1995 شهد شمال مالي معارك شرسة بين الأزواديين والجيش المالي الذي تشكل عقب الاستقلال، وتخللت تلك المعارك هدنات واتفاقيات سلام لم تصمد كثيرا.
  • 1996: وقعت اتفاقية تمبكتو التي تخلى بموجبها الآلاف من المسلحين الأزواديين عن العمل العسكري ودمج بعضهم في صفوف الجيش المالي.
  • أبريل 2006: بعد هدوء استمر 10 سنوات، انسحب ضباط أزواديون وطوارق مع عدد من الجنود من الجيش المالي وقادوا تمردا في مرتفعات الجبال الشمالية واحتلوا مدينة كيدال إحدى المدن الرئيسية في شمال مالي.
  • أبريل 2012: حركات تحرير أزوادية تعلن استقلال مناطق تقع تحت سيطرتها في شمال مالي وتشكل نحو ثلثي مساحة البلاد.
  • مايو 2012: تعرضت مناطق الأزواديين لهجمات مزدوجة من القوات المالية وبعض الجماعات الإرهابية مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا وتشريد أكثر من 200 ألف من السكان.
  • ديسمبر 2012: مجلس الأمن الدولي يجيز بالإجماع التدخل الدولي في مالي لاستعادة المناطق المنفصلة في الشمال.
  • فبراير 2013: دخلت قوات فرنسية قوامها أربعة آلاف جندي إلى المدن الأزوادية وذلك بعد حملات قصف جوي وبري مكثف.
  • أبريل 2013: أعلنت فرنسا وقف عملياتها العسكرية في مالي وخفضت قوتها من أكثر من 4 آلاف إلى ألفي جندي.
  • يونيو 2013: توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الحركات الأزوادية والحكومة المالية.
  • أبريل 2014: استضافت الجزائر وبدعم من الأمم المتحدة محادثات سلام بين الحركات الأزوادية والحكومة المالية؛ أسفر عن توقيع اتفاق سلام بين الطرفين لكنه لم ينفذ حتى الآن.

skynewsarabia.com