ورغم التقدم الطفيف الذي حققه ماكرون في الجولة الأولى على منافسته الأقوى من اليمين المتطرف مارين لوبان، فإنّه في مهمة صعبة لإقناع نسبة نحو 22%٪ (صوّتوا لصالح جان لوك ميلنشون في الدورة الأولى)، بالتصويت لصالحه.
في مقابل حشد غير مسبوقٍ من جانب لوبان التي تقول إنها ستستفيد من نسبة 7% صوّت بها الناخبون لصالح إريك زمور الذي ينتمي لنفس معسكرها، و2% من أصوات المنافس الآخر نيكولا ديبون-إينيان.
يرى الكاتب الفرنسي المختص بالشأن الجيوسياسي، مراد الحطاب، أن مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، تملك حظوظًا أعلى في حسم المنافسة الانتخابية في الجولة الثانية التي ستجري يوم 24 أبريل لصالحها، مؤكدًا أن حظوظها ربما تفوق منافسها الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون.
وفي تصريح لـ”سكاي نيوز عربية”، يقول الحطاب إن لوبان عززت حظوظها بشكل كبير خلال الفترة الماضية، اعتمادًا على قيم دعم وتعزيز السيادة، في المقابل يرى قطاع كبير من الفرنسيين أن الرئيس ماكرون يسعى بشكل أكبر إلى تحقيق قواعد العولمة.
ويشير الحطاب إلى ارتفاع نسب المقاطعة في الجولة الأولى إلى حد تاريخي، موضّحًا أن أكثر من 12 مليون فرنسي لم يذهبوا إلى صناديق الاقتراع في هذه الجولة، وأنه وفق الاستطلاعات تتجاوز نسبة المقاطعة 66% من إجمالي المسجلين بقوائم الناخبين.
وحسب المراقبين، أظهرت نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية أن اليمين المتطرف في هذا البلد في أزهى أيامه، وبلغ التأييد لأفكاره مستوى غير مسبوق في مساره السياسي.
ورغم أن أصوات أنصاره توزعت بين أكثر من مرشح فإن مارين لوبان ممثلة “التجمع الوطني” في الاستحقاق حصدت أكبر عدد من هذه الأصوات.
جاءت لوبان (23,15%) في المرتبة الثانية بعد الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون (27,84%)، ليتأهل المرشحان للمرحلة الحاسمة في الاقتراع، الذي سيجري يوم 24 أبريل الجاري.
ووفقًا لاستطلاعات الرأي التي أجريت على مدار الأسبوع الماضي، تتراوح نوايا التصويت بين 51% و54% لصالح ماكرون، مقارنةً بنحو 46% و49% لمنافسته اليمينية المتطرفة.
من جانبه، يرى المحلل السياسي نزار الجليدي، المقيم في فرنسا، أن الرئيس ماكرون يسعى إلى تعزيز حظوظه في الجولة الثانية، مشيرًا إلى زيارته للشمال في معقل مارين لوبان عقب انتهاء الجولة الأولى.
وفي تصريح لـ”سكاي نيوز عربية”، أوضح الجليدي أن “هذه الانتخابات لها طابع خاص وجرت بشكل خاص، ورأينا زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون لشمال فرنسا، وخطابًا جديدًا، وأيضًا محاور سياسية جديدة، كلّ ذلك تحتاج إليه فرنسا الآن، حيث الداخل يعاني الأمرين، جراء غلاء الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية، ومسألة الطاقة”.
وأشار الجليدي إلى أن “هناك أسئلة ومسائل جديدة تحتاج إلى إجابات، هل تنسحب فرنسا من الناتو؟ وهل ستدفع أكثر للأميركيين لحرب بالوكالة؟ وهل ستحسن علاقاتها الدبلوماسية بحوض المتوسط؟ وهل ستجد فرنسا البديل للطاقة؟ وكلها أمور مؤثرة في مسار الانتخابات الرئاسية”.