وأعطى الانقلابيون العسكريون في النيجر، الخميس، الضوء الأخضر لجيشي الجارتين بوركينا فاسو ومالي، اللتين تواجهان على غرار النيجر أعمال عنف إرهابية متكررة، للتدخل العسكري في النيجر في حال وقوع هجوم من “إيكواس“، وفق وكالة “فرانس برس”.
ما هو نص التفويض؟
وجاء تفويض النيجر لبوركنيا فاسو ومالي، في ختام زيارة وزيرة خارجية بوركينا فاسو أوليفيا رومبا ونظيرها المالي عبد الله ديوب، الخميس، لنيامي حيث استقبلهما قائد الانقلاب الجنرال عبد الرحمن تشياني.
ووفق بيان مشترك تلاه، عمر إبراهيم سيدي، الأمين العام لوزراة الخارجية النيجرية، فإن:
- تسمح النيجر لقوات الدفاع والأمن في بوركينا فاسو ومالي بالتدخل في أراضيها حال وقوع عدوان ضد نيامي.
- اتخاذ إجراء مشترك ضد المجموعات الإرهابية النشطة في البلدان الثلاث وتأمين الحدود.
- أي تدخل بالقوة سيكون بمنزلة إعلان حرب على بوركينا فاسو ومالي.
- تدخل “إيكواس” عسكريا سيؤدي إلى انسحاب بوركينا فاسو ومالي من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
- التدخل يدفعنا لتبني تدابير للدفاع المشروع دعما للقوات المسلّحة والشعب في النيجر.
- عواقب كارثية لتدخل عسكري في النيجر من شأنه أن يزعزع استقرار المنطقة بأسرها، نرفض تطبيق “العقوبات”، “غير قانونية وغير مشروعة وغير الإنسانية ضد الشعب والسلطات النيجرية”، بحسب البيان.
وفي وقت سابق أعلنت غينيا كوناكري، التي تنبثق حكومتها عن انقلاب أيضا، عن “عدم موافقتها على العقوبات التي فرضت على النيجر، بما في ذلك التدخل العسكري”.
لماذا التفويض وما هي مخاوف “إيكواس”؟
في أعقاب هذا تهديد “إيكواس” بالتدخل عسكريا ضد الانقلابين في النيجر لإعادة إرساء النظام الدستوري في هذا البلد، وجهت الدولتان تحذيرا للمنظمة من أن أي عمل عسكري سيكون بمثابة “إعلان حرب”، وهو ما كررتاه الخميس.
أما الجنرال تشياني فرفع مستوى تحذيره لإيكواس بقوله إن “أي تدخل عسكري أجنبي في بلاده لن يكون “نزهة في الحديقة كما يعتقد البعض”.
وتعداد جيش النيجر أقل من 20 ألف عسكري، 6 آلاف منهم يشكلون القوات الأكثر قدرة على القتال.
ويعاني جيش النيجر من نقص كبير في العربات القتالية المدرعة، بالإضافة إلى نقص في القوات الجوية التي لا يزيد عدد طائراتها عن 20 طائرة أغلبها قديم.
ويصنف جيش بوركينا فاسو في المرتبة رقم 121 في العالم، ويحتل المرتبة الـ26 إفريقيا والخامس بين جيوش التكتل.
أما جيش مالي ففي المرتبة الثالثة بين جيوش المجموعة، وفي المرتبة 110 على مستوى العالم والمرتبة 21 إفريقيا.
ووفق خبراء تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن مجموعة” إيكواس” تخشى انتقال عدوى الانقلابات إلى دول إفريقية أخرى، وأن إفشال انقلاب النيجر السد الأخير ضد الانقلابات التي عادت بقوة إلى إفريقيا.
- يخشى قادة “إيكواس” وحلفاؤهم الخارجيون من استمرار انتقال هذه العدوى إلى بقية دول المجموعة.
- تصر المجموعة على إفشال الانقلاب سلما أو حربا خشية إفلات المسؤولين عن تلك الانقلابات من العقاب.
ويقول الخبير الأمني في “إس بس إم إنتليجنس”، كونفيدانس ماكهاري، إن حل الأزمة هو “مسألة بقاء” لقادة المنطقة، مشيرا إلى أنه “إذا سُمح لمخططي الانقلاب بالإفلات من العقاب، ستعيش دول أخرى تحت تهديد الانقلابات”.
تداعيات كارثية
ويقول الخبير في الشأن الإفريقي بول ميلي لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الوضع في المنطقة الإفريقية حاليا، يعزز النضال الشعبي ضد أي تدخل محتمل”.
وأضاف أن أبرز السيناريوهات المتوقعة لتداعيات هذا التدخل ما يلي:
- خطر الحرب الأهلية حال تدخل “إيكواس” ومالي وبوركينا فاسو في ظل استمرار قادة الانقلاب وما يتبع لها من وحدات رئيسية وأساسية بالسلطة ورفضها أي تنازل عنها لصالح الرئيس محمد بازوم.
- المرجح أن أي تدخل عسكري في البلاد سيمنح روسيا مسوغا إضافيا للشراكة العسكرية في كتابة مستقبل هذا البلد الإفريقي وهي فرصة يعمل الروس كثيرا من أجل الوصول إليها.
- من غير المستعبد أن تصل التداعيات إلى كيان منظمة “إيكواس” نفسها، خصوصا إذا انسحبت منها دول معارضة للتدخل وهو ما سيفقد المنطقة آخر هيئاتها الفاعلة.
- التدخل العسكري يحمل تأثيرات سلبية كبيرة على مصادر الطاقة الفرنسية خصوصا أن فرنسا لا تملك أي مؤشرات على إمكانية نجاح هذا التدخل ما سيقلص حضورها الإفريقي.