ماذا دار في المكالمة؟
- المكالمة الهاتفية استمرت ساعة ونصف الساعة.
- تخلل المكالمة بحث مختلف تداعيات الحرب الأوكرانية على أوروبا والعالم، كملف صادرات الحبوب والطاقة ومحطة زابوروجيا النووية.
- الزعيمان الروسي والألماني “اتفقا على استمرار خطوط التواصل بينهما”.
- المحادثة تمت بالتزامن مع أزمة الطاقة التي تحتد في أوروبا، وعلى وجه الخصوص في ألمانيا مع اقتراب فصل الشتاء، وفي ظل التحولات التي تطرأ على المشهد الميداني عقب تقدم القوات الأوكرانية في منطقة خاركيف الشرقية، وتحقيقها انتصارات على الروس هناك.
رأي مراقبين
- وفق خبراء، فإن ما صدر من مواقف بعد الاتصال الهاتفي من الطرفين ومن ردود أفعال، يعكس “عدم تحقيق أية اختراقات تذكر”.
- مراقبون رأوا أن هذه المكالمة “بما تشير إلى بوادر نضوج ما يمكن تسميته بالاستعداد المتبادل لدى طرفي الأزمة (روسيا والغرب) لإبداء الليونة الدبلوماسية والجنوح نحو حلول وسط توقف الحرب” .
الأذى المتبادل
الباحث الخبير في الشؤون الألمانية والأوروبية، ماهر الحمداني، قال لموقع “سكاي نيوز عربية”:
- “حسابات الربح والخسارة والأذى المتبادل حاضرة بقوة في ذهن بوتن وشولتز ومختلف زعماء الغرب، فالضغوطات الاقتصادية والخسائر الفادحة التي تلحق بطرفي الصراع تضغط عليهما”.
- وتابع: “رغم كل الدعايات المتضادة حول انتصارات كل طرف وتمكنه من إلحاق الهزيمة بالآخر، فإن مختلف الأطراف المعنية والمتورطة هي خاسرة في الواقع، ومتضررة من طول أمد الحرب، لذا تسعى بعض الأطراف بينها للتوسط للركون لخيار التفاوض، الذي سيكون الخيار النهائي مهما طالت الحرب وتعنت المتصارعون”.
ورقة الشتاء
- “الألمان يعلمون أن الضغط العسكري الأوكراني على الروس، بفعل التسليح الغربي المتواصل لكييف، سيعني أن يطالهم رد الفعل الروسي الذي سيوغل في توظيف سلاح الطاقة بوجه برلين ومختلف عواصم أوروبا”، وفق الحمداني.
- واستطرد: “لهذا تسعى برلين خاصة لتلافي ذلك السيناريو، ولحث طرفي الحرب على الحوار وإعلان هدنة أقله خلال فصل الشتاء، في حين أن موسكو لا تريد تفويت فرصة استغلال ورقة الشتاء لإمساك أوروبا من اليد التي تؤلمها”.
- “في ظل غياب التفاصيل عن فحوى ما دار بالمكالمة التي دامت 90 دقيقة، وهي مدة طويلة جدا في بروتوكولات المحادثات الهاتفية بين زعماء الدول والحكومات، فإن الواضح أنه كان هناك خوض في مختلف ملفات الأزمة وعناوينها، رغم أن ما تم الإعلان عنه عن نتائج المحادثة اقتصر على العموميات بلكنة مجاملات”.
- واعتبر الخبير بالشؤون الألمانية، أنه “إن كان ثمة نتائج ايجابية تمخضت عن الاتصال، لكان قد تم الاحتفاء والتصريح بها”.
دور ألمانيا
- من جانبه، قال أستاذ العلاقات الدولية وفض النزاعات حسن المومني، في حوار مع موقع “سكاي نيوز عربية”:
- “التواصل الألماني والفرنسي المحموم مع روسيا لم ينقطع من أجل إيجاد مخرج سلمي للصراع الأوكراني، بما يحد من تبعاته الكارثية، خاصة أن ألمانيا هي الدولة الأوروبية الأكثر تشابكا بعلاقاتها الاقتصادية مع روسيا والأكثر اعتمادا عليها في مجال الغاز والطاقة”.
- ونوه إلى أن هذا “عكس سابقا رغبة برلين لاستيعاب موسكو وتعزيز الشراكة الأوروبية معها، لكن مع اندلاع هذه الحرب تبدلت الأولويات والخطط، وبات الألمان ملزمين بالتقيد بالموقف الغربي والأطلسي من روسيا، وليطغى هاجس الأمن على اعتبارات الاقتصاد”.
- “الصراع تخطى كثيرا الساحة الأوروبية، لهذا فألمانيا لا يمكنها النجاح في تذليله إلا في حال وجود توافق غربي عام بقيادة واشنطن لتفويض برلين بذلك، بحكم كونها الأكثر تضررا من تبعات الحرب على أمنها الطاقي، لكن الصراع مع ذلك أكبر من موضوع الطاقة والتفاهمات حول هذا الملف على أهميتها لن توقف الصراع، خاصة مع التقدم العسكري الأوكراني الأخير والإصرار الروسي على المضي في الحرب”، حسب المومني.
حلقة الحرب المفرغة
في الوقت نفسه، اعتبر الخبير الأمني أنه “من المبكر الحديث عن تسويات فاعلة للأزمة ودور ألماني نشط فيها، فالصراع معقد جدا وروسيا لن تقبل الهزيمة، وأوكرانيا بالمقابل بدعم من الولايات المتحدة تسعى لاستنزاف موسكو، وهكذا تستمر حلقة الحرب المفرغة بالدوران”.
واستدرك: “لكن الإبقاء على الخطوط مفتوحة بين بوتن وشولتز وقبله ماكرون، قد يسهم في منع تطور الحرب أكثر، وحين تنضج ظروف الحل التفاوضي يمكن للقناتين الألمانية والفرنسية لعب دور مهم، مع ملاحظة أن الدور الأبرز هو لواشنطن، لهذا فتواصل شولتز مع بوتن يبدو من الصعب جدا التعويل عليه لإحداث اختراق ضخم بحجم وقف الحرب”.
“سلّم الحل”
- وعن رأيه عن حل هذه الأزمة، قال: “بنهاية المطاف يجب الانتهاء من هذه اللعبة الصفرية، ولوقف هذه الحرب المدمرة وعدم حشر روسيا في الزاوية، لا بد من تقديم سلم كي ينزل من خلاله بوتن من على الشجرة وبما يجنب العالم الأسوأ”.
- وأضاف: “نحن حيال صراع حاد بين قوى كبرى لديها أنياب نووية، وهذا السلم لن يتم توفيره إلا عبر طرح أفكار ومبادرات خلاقة، للوصول لحل وسط ينهي الحرب ويؤسس لتوافق يحفظ ماء وجه الجميع”.
يكر أن آخر اتصال هاتفي أجراه المستشار الألماني مع الرئيس الروسي، تم في أواخر مايو الماضي، وشارك في الاتصال كذلك حينها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يعد أكثر الزعماء الأوروبيين تواصلا مع الكرملين منذ بدء الحرب الأوكرانية .