وتفوق الجنرال السابق، الذي خاض حربي أفغانستان والعراق، والبالغ من العمر 67 عاما، على المرشحة المفضلة لهذا المنصب ميشيل فلورنوي، الوكيلة السابقة لوزارة الدفاع، وسط ضغوط تمارس على بايدن لترشيح المزيد من أبناء الأقليات لمراكز في إدارته.
وأكد 4 أشخاص لوكالة أسوشييتد برس، الترشيح الوشيك لأوستن، طالبين عدم الكشف عن هويتهم لأن الاختيار لم يتم الإعلان عنه رسميا، وقال شخص مطلع على العملية إن بايدن عرض المنصب على أوستن، الذي قبله يوم الأحد.
ومن المحتمل أن يواجه تعيين أوستن، بصفته ضابطا عسكريا محترفا، معارضة من البعض في الكونغرس وفي مؤسسة الدفاع، الذين يؤمنون برسم خط واضح بين القيادة المدنية والعسكرية للبنتاغون.
وتتطلب المصادقة على تعيين أوستن، موافقة مجلس الشيوخ، كونه ترك مهامه العسكرية قبل مدة تقل عن 7 أعوام، كما ينص القانون.
وعلى الرغم من أن العديد من وزراء الدفاع السابقين خدموا لفترة وجيزة في الجيش، إلا أن اثنين فقط، هما جورج سي مارشال وجيمس ماتيس، كانا ضابطين محترفين. وعندما أنشئ منصب وزير الدفاع في عام 1947، قصد الكونغرس أن تكون السيطرة على الجيش مدنية.
وقال أحد المصادر إن اختيار أوستن جاء على أساس تعيين أفضل شخص ممكن، لكنه أقر بأن الضغط تراكم على بايدن لتسمية مرشح ملون، وأن أسهم أوستن ارتفعت في الأيام الأخيرة.
ترحيب بخبرات أوستن
وأشاد الأدميرال مايك مولن، الرئيس السابق لهيئة الأركان الأميركية المشتركة، باختيار أوستن لمنصب وزير الدفاع، وقال في بيان مساء الاثنين، عن اختيار أوستن، الذي عمل معه بين عامي 2009 و2010، “إذا قام الرئيس المنتخب بايدن بتعيينه لتولي المنصب، فإن لويد سيكون وزيراً رائعاً للدفاع”.
وأضاف مولن أن أوستن “يعرف عن كثب المهام المعقدة التي ينفذها رجالنا ونساؤنا حول العالم، ويولي أهمية كبيرة للتحالفات والشراكات، ويحترم الحاجة إلى علاقات مدنية عسكرية قوية وصحية، ويقود بشمولية وهدوء وثقة”.
وخدم أوستن أيضا في عام 2012 كأول نائب من أصول أفريقية لرئيس أركان الجيش الأميركي، وبعد عام، تولى قيادة القيادة المركزية الأميركية، حين وضع استراتيجية عسكرية أميركية لدحر تنظيم داعش وبدأ في تنفيذها.
ويقول المسؤول السابق في الاستخبارات العسكرية الأميركية، دونالد برايمر، في حديث لـ”سكاي نيوز عربية”: “إنه اختيار ممتاز، وهو مؤهل جدا ومحترم حول العالم لدوره وخدمته في العراق، وسيكون قائدا مميزا”.
عقبات وطريق طويل
ويضيف برايمر أن الجنرال أوستن “سيواجه عقبات في عملية تثبيته، من المشرعين في الحزبين، بسبب دوره المعروف كعضو جماعة ضغط لشركات تصنيع عسكرية كبيرة”.
ويتوقع برايمر أن يخوض أوستن “العديد من المعارك، لأن الحزب الديمقراطي يريد تقليص وزارة الدفاع، التي بدأت الآن تتعافى من اقتطاعات فرضها الرئيس السابق باراك أوباما“.
وقال المسؤول السابق في مكتب التحقيقات الفدرالي، جوناثان غيليام، لـ”سكاي نيوز عربية”، إن “اختيار أوستن سياسي محض، وعلينا الانتظار لنرى مدى قدرته على العمل والموازنة بين كل من شركات تصنيع السلاح ووزارة الدفاع والسياسيين”.
وظهرت الأنباء عن اختيار أوستن عشية اجتماع مقرر بين الرئيس المنتخب جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، مع جماعات الحقوق المدنية، التي دفع العديد منها بايدن لاختيار المزيد من الأعضاء من أصول أفريقية في إدارته.
وذكر القس آل شاربتون، ناشط الحقوق المدنية، يوم الاثنين: “إنه اختيار جيد، أعتقد أن الكثيرين في مجتمع الحقوق المدنية سيدعمونه”.
ووصف شاربتون، الذي من المقرر أن يكون في الاجتماع مع بايدن الثلاثاء، الاختيار، بأنه “خطوة في الاتجاه الصحيح ولكنه ليس نهاية المسيرة”.