بعد خطاب النقابيين الطلاب، أثار النائب الجمهوري، بيير هنري دومون، نقطة نظام ليعبر عن غضبه من الحجاب الذي ترتديه نائب رئيس الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا في جامعة السوربون، مريم بوجيتو، وقال إنه فعل مجتمعي ينتهك مبدأ العلمانية الذي يجب أن يلتزم به المجلس.

وانضمت إليه عن الحزب الحاكم، آن كريستين لانغ، التي اعتبرت بدورها أن ارتداء الحجاب لا يتوافق مع قيمها الداعية إلى الدفاع عن حقوق المرأة.

ولإرجاع الأمور إلى نصابها، قالت رئيسة الجلسة، ساندرين مورتش، إن مثل هذه الردود تعتبر غير ضرورية، كما لا توجد قاعدة تمنع الناس من حضور الاجتماع بملابس دينية.

ورغم ذلك غادر النواب من الحزبين المذكورين قاعة الجلسة مصرين على رأيهم.

 رأي القانون قبل السياسة

في تصريح لأستاذ القانون والعلاقات الدولية، ستيفان زومستيغ، لموقع “سكاي نيوز عربية”، قال: “ليس من حق النواب البرلمانيين الاحتجاج على استضافة الفتاة النقابية المحجبة لأنه من الناحية القانونية لا يوجد أي فصل يمنع ارتداءها الحجاب داخل البرلمان“.

أما من الناحية السياسية، أضاف الخبير: “هنا في فرنسا، لايزال ارتداء الحجاب يشكل صدمة للسياسيين، لأنهم لم يتعودوا بعد على الأمر خصوصا في دولة علمانية تدعو إلى الحرية.

وأشار زومستيغ إلى أن ما يزيد الوضع سوءا، أنها ليست مواطنة فرنسية عادية وإنما تمثل نقابة مهمة تحتل الرتبة الأولى في البلاد، وبالتالي تعتبر الفتاة رمزا سياسيا.

ومن جهة أخرى، أوضح أستاذ القانون، أن مشاركة نواب برلمانيين من الحزب الحاكم في هذا الاحتجاج له دلالات عدة، فهو قد يدخل في نطاق حسابات سياسية تتمثل أساسا في الاستعداد للحملة الانتخابية للرئيس إيمانويل ماكرون الذي من المتوقع أن يترشح لرئاسة ثانية.

وقال “ماكرون يركز في ظاهر الأمور حاليا على مسألتي الأمن والانفصالية، إلا أنه بطريقة غير مباشرة يستهدف الإسلام السياسي في استراتيجيته عبر تشديد القوانين المتعلقة به ويريد استعماله ورقة رابحة في الانتخابات المقبلة، والاستفادة من أصوات اليمين المحافظ”.

من هي مريم بوجيتو؟

تعرف الرأي العام الفرنسي على مريم بوجيتو، البالغة من العمر 21 عاما، التي تشغل منصب نائب في جامعة السوربون بباريس، سنة 2018 بعد ظهورها في مقابلة على القناة التلفزيونية الفرنسية “إم 6″، ما تسبب في ردود فعل مختلفة وعديدة، حيث تقبل البعض الأمر والبعض الآخر رأى في ذلك حربا على العلمانية.

مريم، وفي تصريح وحيد للإعلام منذ ذلك الحين خصت به “موقع بوزفيد”، قالت “علي التوضيح دائما أن ارتدائي الحجاب لا يحمل أي دلالات سياسية، أنا أعبر عن ديني، صحيح بشكل واضح لكن ليس لأنه يخلق جدلا”.

 ورغم خروجها الإعلامي المطمئن تعرضت لحملة شرسة من صحيفة “شارلي إيبدو“، كما لم تسلم من انتقادات بعض الوزراء، من بينهم وزير الخارجية الفرنسي آنذاك، جيرار كولومب، الذي صرح أن ارتداء الحجاب يخالف المجتمع الفرنسي.

مؤازرة مريم

عبرت رئيسة الإتحاد الوطني لطلبة فرنسا، ميلاني لوس، عبر تغريدة في تويتر عن هذا الحادث قائلة “مهاجمة طالبة محجبة وممثلة منتخبة للاتحاد ومنعها من تمثيل الطلاب في الجمعية الوطنية ليس نسويا ولا جمهوريا، إنه يعبر عن إسلاموفوبيا!

وأضافت أنها تأسف لأن صديقتها التي أتت للحديث عن أمر خطير لم تُلاحظ إلا بسبب حجابها.

skynewsarabia.com