وتتعرض محطة زابوريجيا النووية لقصف مستمر منذ أيام، وتتبادل كييف وموسكو الاتهامات حوله، فيما يسري القلق في عروق الدول الأوروبية المجاورة خشية انفجاره في أي قصف.
وما زالت موسكو ترفض أي زيارة تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن طريق كييف، وتشترط أن تتم الزيارة عبر روسيا، أو الأراضي التي تخضع للسيطرة الروسية، أي شبه جزيرة القرم وجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين، اللتين أعلنتا استقلالهما من طرف واحد، والواقعتين شرقي أوكرانيا.
وفي الدبلوماسية المعلنة، أرجعت موسكو ذلك إلى خشيتها على أمن الوفد الدولي؛ حيث قال إيغور فيشنفيتسكي، نائب رئيس إدارة الانتشار النووي والحد من التسلح في وزارة الخارجية الروسية، للصحفيين: “تخيلوا ما يعنيه المرور عبر كييف.. هذا يعني أنهم سيصلون إلى المحطة عبر خط المواجهة”.
في المقابل، رد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، بأن المنظمة لديها القدرات اللوجستية والأمنية لدعم زيارة مفتشي الوكالة عن طريق كييف.
كما ترفض موسكو أن تتضمن الزيارة مناقشة نزع السلاح من المحطة، وهو ما تطلبه كييف، وتقبل الحكومة الروسية فقط بمناقشة ضمانات تأمين عمل المحطة.
ومحطة زابوريجيا تأسست 1980 عندما كانت أوكرانيا جزءا من الاتحاد السوفياتي، وهي من بين أكبر 10 محطات في العالم، وتتألف من 6 وحدات تنتج 5.7 غيغاواط من الطاقة الكهربائية، وتغطي 20% من استهلاك أوكرانيا للكهرباء.
وتقع المحطة على بعد 500 كيلومتر فقط من موقع كارثة انفجار مفاعل تشيرنوبل، أسوأ حادث نووي في العالم، والذي وقع 1986.
وسيطرت روسيا على المحطة في مارس، بعد أيام من بدء الحرب، وحافظت على استمرار العمل بها.
ابتزاز روسيا
ويعتبر الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف، أن الدول الغربية تكيل الاتهامات لبلاده بشأن “زابوريجيا” لابتزازها.
وفي حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” يبرر رفض موسكو زيارة وكالة الطاقة الذرية عبر كييف إلى أن “روسيا لا تثق مطلقا بنظام كييف، وقد تتعرض البعثة لخطر ما، ويُتهم فيه روسيا”.
كما لفت إلى “انعدام الثقة” بين روسيا والغرب: “وجميعنا تابع في الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي (الخميس) كيف ركزت الدول الغربية على تحميل روسيا المسؤولية”.
وحول القصف المتبادل حول المحطة، اتهم فلاديمير روغوف، عضو مجلس إدارة مقاطعة زابوريجيا، في قناته على “تلغرام” القوات الأوكرانية بقصف المخازن المصفحة خرسانيا وتحوي آلاف الأطنان من النفايات المشعة، والقصف يجري يوميا بالطائرات بدون طيار وبالمدفعية والصواريخ، معتبرا أن كييف تصر على قصف المحطة بالذات.
أمر واقع
وآملا أن تكون فرصة لرفع قبضة موسكو عن المحطة ومحيطها، حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العالم على التدخل لإبعاد القوات الروسية، محذرا من أن خطر تفجيرها سيطال الكثير من الدول.
ويعلق السياسي والإعلامي البولندي كاميل جيل كاتي، بأن موسكو وكييف يتحملان مسؤولية أي إشعاع نووي يصل أوروبا نتيجة القصف المتبادل دون وضع حلول حول زابوريجيا.
ويفسر كاتي موقف موسكو قائلا لـ”سكاي نيوز عربية”، إنه برفضها زيارة وفد وكالة الطاقة عبر كييف تريد فرض سياسة الأمر الواقع وسيطرتها على المحطة، وسيمثل دخول الوفد عبر موسكو “انتصارا” لروسيا.
وضمن القلق الأوروبي من كارثة نووية جديدة، دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، كلا من القوات الروسية والأوكرانية إلى الانسحاب من حول محطة زابوريجيا.