ونشرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، على حسابها في موقع تويتر صورة تظهرها أمام قطار، برفقة المسؤول عن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل.
وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية في أعلى الصورة “نتوجه إلى كييف”، كما غرد بوريل عبر موقع تويتر، معلنا مغادرته نحو كييف برفقة فون دير لاين.
ويرى المراقبون أن الزيارة التي تأتي بعد مضي أكثر من 6 أسابيع على بدء الحرب، قد تبدو متأخرة في نظر كييف، لكنها تمثل رسالة دعم أوروبية قوية للرئيس الأوكراني، زيلينسكي.
وعلاوة على رمزية الزيارة، فهي تنطوي على مبادرات سياسية للحل وتبادل المقترحات والأفكار مع كييف، تمهيدا لإنضاجها وطرحها على الطاولة مع موسكو.
رسالة إلى موسكو
وتعليقا على أهمية هذه الزيارة وما سيتمخض عنها، يقول عامر السبايلة، الخبير الاستراتيجي والباحث في معهد ستيسمون للأبحاث، في لقاء مع سكاي نيوز عربية “هذه الزيارة كانت متوقعة وضرورية خاصة وأنها تأتي في ظل التصعيد المتواصل بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، لا سيما أن المواقف الآن لم تعد مغلفة بغطاءات واعتبارات دبلوماسية، فالاتحاد الأوروبي يتخذ مواقف حاسمة من روسيا تصل لحد وضعها في خانة العدو، على خلفية حربها في أوكرانيا”.
ويرى الأكاديمي والخبير الاستراتيجي أن هذه الزيارة “بمثابة إعلان أوروبي ورسالة لروسيا مفادها أن المنظومة الأوروبية لن تتخلى عن أوكرانيا، خاصة أن موسكو لم تتمكن بعد شهر ونصف من السيطرة على كييف وإسقاط نظام الرئيس زيلينسكي، وهي تكريس لفكرة أن الدعم الأوروبي الدبلوماسي والسياسي لأوكرانيا سيتواصل وبوتيرة أقوى وأعلى، وهو ما سيعني مزيدا من التوتر والتصعيد بين موسكو والعواصم الأوروبية”.
واللافت في هذه الزيارة، حسب السبايلة هو :”أنها تأتي مباشرة بعد فرض الاتحاد الأوروبي لحزمة خامسة جديدة من العقوبات على روسيا، وهو ما يثبت الاصرار الأوروبي على مساندة كييف والتصدي لحرب موسكو عليها”.
ما الجديد؟
بدوره، يقول ماهر الحمداني، الباحث والخبير في الشؤون الأوروبية، في حوار مع سكاي نيوز عربية”، “أن يزور مسؤولان أوروبيان رفيعا المستوى أوكرانيا خلال هذه الحرب، فهذا ليس حدثا جديدا تماما، حيث زارها مثلا الشهر الماضي رؤساء 3 حكومات أوروبية، وأوروبا عموما لا تخفي دعمها ووقوفها مع كييف، وبالتالي فالسؤال المطروح هنا : ما هو الجديد الذي تحمله هذه الزيارة ؟”.
يجيب الحمداني “تشدد رئيسة المفوضية الأوروبية، على أنها زيارة للتعبير عن الدعم الأوروبي لأوكرانيا في وجه روسيا، وهذا تحصيل حاصل، لكنها في الواقع قد تكون محاولة لامتصاص غضب زيلينسكي، الذي وجه، على غرار سفرائه في دول الاتحاد الأوروبي انتقادات حادة ومتواصلة للمواقف الأوروبية الرخوة في دعم كييف، رغم كل الدعم الذي قدمه الاتحاد الأوروبي للأوكرانيين”.
ويرى الباحث أن ثمة انتقادات أوكرانية لطبيعة ونوعية الأسلحة التي قدمت لكييف من قبل البلدان الأوروبية، وزيلينسكي عموما كان يأمل بدعم أكبر وكان يعول على ذلك قبل بدء الحرب”.
وربما تأتي الزيارة أيضا بالتزامن مع إعلان موسكو قرب تحقيق أهدافها وانتهاء عمليتها العسكرية في أوكرانيا، وفق الخبير في الشؤون الأوروبية “قد تحمل في طياتها رسالة مختلفة عن رسالتي واشنطن ولندن الراغبتين في تصعيد أكبر في الأزمة الأوكرانية وإطالة أمدها، حيث كان الموقف الأوروبي عامة منذ بدء هذه الحرب ميالا للتهدئة والإبقاء على قنوات الحوار مع الكرملين، وبالتالي قد نشهد إثر هذه الزيارة انفراجات في الأزمة عكس ما يتوقعه البعض من أنها زيارة تأجيج”.
وكانت فون دير لاين قد أعلنت عن زيارتها إلى كييف في وقت سابق من الأسبوع الجاري، وأعربت عن نيتها “بعث رسالة قوية للدعم الثابت إلى الشعب الأوكراني والصراع الذي يخوضه بشجاعة من أجل قيمنا المشتركة”.
ومن المقرر أن يجري قادة الاتحاد الأوروبي في كييف محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قبل حضور فعالية تقام في العاصمة البولندية وارسو، السبت، تأييدا لأوكرانيا.