ورصد موقع “سكاي نيوز عربية” قصصا- فضَّل معظم أصحابها عدم ذكر أسماءهم- أظهرت أن خسائر الحرب لم تفرق بين الأوكرانيين والأجانب، وإن كان الأجانب أسعد حظا لأنهم يعلمون طريقهم لأوطانهم، في حين أن الأوكرانيين ينزحون نحو المجهول.

وفي العاصمة كييف عصف صاروخ بالبيت الذي يسكنه الشاب المصري (أ.ج)، ومن حسن الحظ أنه كان خارجه، إلا أن القصف أحرق أوراقه الثبوتية، ونفس المصير، – فقد الأوراق- تعرض له مصري آخر (ف.ع) في مدينة تشيرنيهيف بعد أن هرع فارا من القصف دون أن يلتفت ورائه ليأخذ أوراقه؛ ما هدد الشابين باستحالة عبور الحدود.

 وتواصلت “سكاي نيوز عربية” مع شريف رضوان، رئيسالهيئة الإدارية بالبيت المصري في أوكرانيا، وممثل الجالية في الاتصالات الجارية مع وزارة الهجرة المصرية والسفارة، وطمأن الشابين بأنه يمكنهما استئناف رحلتهما لعبور الحدود بصور ضوئية لأوراقهما لحين استخراج وثيقة سفر لنقلهما إلى مصر، وإن لزم الأمر يمكن أن تستخرج السفارة لهما وثائق سفر إلكترونية.

شمل الأسر

أنجبت السيدة الأوكرانية (إ.) من زوجها المصري 3 أبناء قبل أن يتوفى، لتنجب بعده طفلين أوكرانيين، وفور نشوب العمليات العسكرية، ناشدت أسرة الأب المصرية وزارة الهجرة المصرية والسفارة في أوكرانيا لمساعدتها في إجلاء الأبناء الثلاثة.

وحاول بعض أبناء الجالية إجلاء الأبناء، إلا أنه في اللحظات الأخيرة لوصول الحافلة التي تقلهم إلى الحدود ارتفعت حرارة أحد الأطفال ليطلب منهم الطبيب عزله للاشتباه في إصابته بفيرس كورونا، ويترك الجميع في حالة صدمة إذ اضطروا أن يتركوا الأطفال ورائهم في الطريق في ظرف شديد القسوة؛ فالحافلة تمتلئ بالنساء والأطفال ما يحول دون إمكانية انتظار شفاء الطفل.

 في المقابل، نجحت، صباح الأحد، محاولات إجلاء أوكرانية وابنها (ي-أ) البالغ من العمر 10 سنين من مدينة لفيف بعد فشل محاولات سابقة، حيث كانت تذهب يوميا في كل فجر لمحطات القطار المتجهة إلى بولندا، ولم تستطع الوصول إلى أرصفة القطار من شدة الزحام.

ابنها يعمل والده ببولندا، ولم يكن يفصله عنه إلا عشرات الكيلو مترات، ولكن بينهم أسوار طويلة من الزحام، واستمرت والدته تحاول يوميا حتى استطاعت أن تستقل حافلة كنيسة تابعة لقرية صغيرة على الشريط الحدودي مع بولندا؛ لتعبر الحدود في ساعات ويلتقي الطفل بوالده الذي كان يتابعهما تليفونيا في حالة عجز غير مسبوق، وأخيرا التقت الأسرة.

حلم تبخر

المعاناة انتقلت من الأراضي الأوكرانية إلى بعد آلاف الأميال في بلدان أخرى؛ حيث يترقب آباء وأمهات مصير أبنائهم الدارسين في أوكرانيا، من هؤلاء ماجدة حنفي المقيمة في الكويت، والتي ملأ النحيب استغاثتها وهي تتحدث عن ابنتها، وتقول لـ”سكاي نيوز عربية” إن ابنتها هاجر في السنة النهائية بكلية الطب، ولم يكن يتبقَّ أمامها سوى أسابيع لتحصل على شهادة البكالوريوس، ولكن بخَّرت الحرب أحلام الأم في تخرج ابنتها، وأصبح كل أملها أن تسمع عنها أخبارا طيبة، وتصل إليها سالمة، ومازالت تتابع لحظة بلحظة سيرها إلى الحدود البولندية.

وتقدر الأعداد التي نزحت، الأحد، بآلاف النازحين، ويتوقع كسرها حاجز المليون نازح قريبا، لكل منهم قصة شاهدة على مجريات الصراعات المسلحة.

skynewsarabia.com