وتأتي هذه التحركات تأكيدا لمطلبها الخاص بإسقاط النظام الحاكم في إيران، مستغلة غضب عالمي من تولي إبراهيم رئيسي الحكم رغم ما يوجه له من اتهامات بالاشتراك في الإعدامات الجماعية التي طالت الآلاف عام 1988، والغضب الداخلي من توالي أزمات المعيشة.
وبحسب منظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة، المسؤولة عن تنظيم هذه المظاهرات، فإنه ضمن المدن المقرر أن تشهد مظاهرات على الأرض أو عبر الإنترنت باريس وبرلين ولندن وأمستردام وستوكهولم وأوسلو وفيينا وروما وجنيف، والعاصمة الألبانية تيرانا والتي يوجد بها معسكر “أشرف” التابع للمنظمة، وواشنطن وولاية هاواي ومدينة سيدني الأسترالية.
مؤتمر بحضور عالمي واسع
وسیعقد “التجمع العالمي لإيران الحرة” مؤتمرا واسعا عبر الإنترنت في 10 و 11 و 12 يوليو، بمشاركة من الإيرانيين المعارضين وأنصارهم الأجانب من 50 ألف نقطة في 105 دولة حول العالم.
و”التجمع العالمي لإيران الحرة” تابع لمؤتمر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، ويهدف حسب تصريحات مسئوليه إلى إسقاط النظام الديني في طهران، وتمهيد الطريق لمستقبل حر وديمقراطي وذو سيادة.
ومن المخطط أن تتزامن المظاهرات التي تعقدها “منظمة مجاهدي خلق” في أوروبا وأميركا مع انعقاد مؤتمر التجمع العالمي لإيران الحرة في 10 يوليو.
ويأخذ المؤتمر هذا العام زخما ملحوظا؛ إذ سيحضره 1029 شخصية سياسية، بما في ذلك 25 من أعضاء مجلس الشيوخ والكونغرس الأميركي، و 30 من كبار المسؤولين الأميركيين، و12 رئيس وزراء ورئيس سابقين، و70 وزيرًا سابقًا من أوروبا وأمريكا الشمالية والشرق الأوسط وأكثر من 250 مشرعًا من أوروبا وكندا والدول الإسلامية.
وأعلن نواب وساسة أجانب تضامنهم مع المؤتمر ومطالبه بإرسال بيانات دعم إلى مريم رجوي، رئيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، من بينهم أنطونيو تاسو، رئيس اللجنة البرلمانية الإيطالية لإيران حرة، وفورنييه عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الفرنسي ضمن 59 عضوا في الجمعية الوطنية الفرنسية أرسلوا ببيان دعم، وأتو برنارد المساعد السابق لوزير الثقافة الألماني.
إضافة إلى وكاثرينا لندغراف عضوة البرلمان الاتحادي الألماني، وتيريزا فيليرز عضوة مجلس العموم البريطاني والوزيرة السابقة لأيرلندا الشمالية ضمن 103 من أعضاء البرلمان البريطاني وقعوا على بيان الدعم، وبارونس ورما عضو مجلس اللوردات البريطاني، وبيتر إيدي عضو البرلمان النرويجي ضمن نواب نرويجيين آخرين.
وبحسب ما نشره موقع “مجاهدي خلق”، فإن المؤتمر هذا العام يكتسب أهمية خاصة أيضا لأنه ينعقد وسط ظروف محلية وعالمية تخدم أهدافه، وتظهر ضعف الحكومة، ومنها الاحتجاجات الواسعة في إيران على أزمات عمال النفط والمياه والكهرباء وغيرها، إضافة لضيق أطراف عالمية من تولي إبراهيم رئيسي الحكم؛ كونه كان قاضيا شارك في أحكام إعدام آلاف المعارضين سنة 1988 بحسب المعارضة.
إيران كما تريدها المعارضة
وعن أهداف احتجاجات الداخل والخارج تقول زعيمة المعارضة في الخارج، مريم رجوي، إن:”مطلب الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية جمهورية ديمقراطية تعددية تقوم على انتخابات حرة، وفصل الدين عن الدولة، والمساواة بين الرجل والمرأة، والقضاء على كل تمييز ضد الجنسيات وأتباع الديانات الأخرى، وإلغاء عقوبة الإعدام، وإيران غير نووية”.
وأضافت رجوي في تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” نشرتها الإثنين والثلاثاء: “إن التزامنا بالإطاحة بالنظام هو التزامنا باستعادة إيران واستعادة جميع حقوق الشعب الإيراني المسلوبة المنهوبة”.
من جانبه، يقول عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، موسى أفشار، إن “المظاهرات في 16 مدينة أوروبية وأميركية والتي تتزامن مع انعقاد التجمع العالمي لإيران الحرة 2021، كأكبر حدث دولي على الإنترنت مخصص لتحرير إيران من ديكتاتوريتها الدينية، يشكل رسالة واضحة إلى العالم أن النظام الديني في طهران انتهى، وأن الشعب الإيراني يهدف إلى نيل حريته واستقلاله”.
ويضيف أفشار لموقع “سكاي نيوز عربية” أن النظام الإيراني “يهدد السلام والاستقرار في الشرق الأوسط من خلال انتشار أسلحة الدمار الشامل والصواريخ، ونشر الفوضى في المنطقة بدعمه للجماعات الإرهابية”.
وفي فبراير 2021، أدانت محكمة في بلجيكا الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي بالسجن لمدة 20 عامًا لتورطه في محاولة لتفجير تجمع للمعارضة الإيرانية في فرنسا عام 2018.
وأظهرت التحقيقات أن أسدي كان يدير شبكة تجسس وإرهاب في أوروبا.
ويتابع أفشار، قائلا: “الآن، أكدت طهران قرارها بتسريع الأنشطة الخبيثة من خلال هندسة الانتخابات الرئاسية الزائفة وتنصيب إبراهيم رئيسي، رئيساً لإيران لمواجهة المجتمع الإيراني المضطرب والمقاومة المنظمة”.
وداعيا إلى تقديم دعم دولي أكبر يضيف أفشار أن “الشعب الإيراني المنتفض يحتاج إلى دعم جميع الأشخاص المحبين للحرية في جميع أنحاء العالم”، محذرا من أن طهران تستغل المفاوضات لمواصلة برنامجها النووي.
واختتم قائلا: “باختصار الفعاليات التي ينظمها الإيرانيون في الخارج تشكل رسالة واضحة على صمود وتطلعات الشعب الإيراني من اجل نيل حريته وإنهاء الحكم الفاشي الديني، وأيضا التأكيد للمجتمع الدولي على أن نظام الملالي فقد شرعيته في الداخل الإيراني والخارج، وهو السبب الحقيقي لكل أزمات إيران”.