وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، الأسبوع الماضي بأن الصواريخ الكورية الشمالية الصنع أطلقت على أوكرانيا يومي 30 ديسمبر و2 يناير، وكانت تلك الصواريخ من بين ما لا يقل عن 500 صاروخ وطائرة بدون طيار تم إطلاقها على أوكرانيا في عطلة رأس السنة الجديدة، وفقا لكييف.
معادلة الكفة العالمية
يرى الباحث الأميركي ديني روي أن قرار كوريا الشمالية بتسليح روسيا بصواريخ باليستية يجب أن يستدعي ردا قويا من جانب الولايات المتحدة وحلفائها.
ويقول روي، وهو زميل بارز بمركز إيست – ويست البحثي في تقرير نشرته مجلة “ناشونال إنتريست” إن “محور الشر” أصبح أكثر واقعية؛ ويؤكد أن الصواريخ البالستية لها مدى أطول من المدفعية، مما يعني أنها ستساعد الروس في ضرب البنية التحتية المدنية بعيدا عن خطوط المواجهة.
في السياق، يرى الباحث التركي المتخصص في الشأن الدولي، فراس رضوان أوغلو، أن هزيمة روسيا في مواجهة ضد أوكرانيا أمر ضمن عداد المستحيلات غير القابلة للتحقق، في ظل كونها القوة العالمية الثانية نظريًا على مستوى العالم والأولى في الترتيب العالمي من حيث المخزون النووي الاستراتيجي ولم تنجح أي محاولات غربية وأميركية في تفكيك هذا التعاون بسلاح العقوبات نظرا للترابط الاستراتيجي بين روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران، لا سيما توقيع إيران وروسيا إعلانًا مشتركًا بشأن التعاون في مواجهة العقوبات والحد من الآثار السلبية للإجراءات القسرية الأحادية في 5 ديسمبر الماضي.
وقال فراس رضوان أوغلو، في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية”: “يبقى التعاون بين روسيا وإيران والصين وكوريا الشمالية بمختلف أوجه التعاون العسكري عاملا محفزا على تجاوز بؤر توتر وصراعات تعيشها كل دولة من الأربعة في مناطق نفوذها، لا سيما الصين في قضية تايوان، وكوريا الشمالية والصراع مع كوريا الجنوبية وأزمتها مع الولايات المتحدة، فضلا عن حالة العداء الأميركي الإيراني التي تمتد منذ عقود”.
واستعرض فراس أوغلو، عددا من الخطوات التي اتخذتها الدول الأربعة فيما بينها لمواجهة المحور الأميركي الغربي لا سيما منذ فبراير 2022:
- تدعم إيران روسيا بأسلحة المسيرات وتساعد الروس على تصنيع مسيرات طراز شاهد-136 وتوطين صناعتها.
- تزويد بيونغ يانغ موسكو بصواريخ وقذائف صاروخية لتعويض الفاقد من المخزون الاستراتيجي في ظل امتداد الحرب ضد أوكرانيا.
- تكتل رباعي في القرارات الدولية وحيال القضايا الحيوية كالقضية الفلسطينية وتبني موقف موحد ضد الرؤية الأميركية والغربية.
- دعم الوجود الروسي الصيني في أماكن النفوذ الأميركي واعتماد نظرية “الإزاحة الاستراتيجية” وضرب مصالح أميركا في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا.
الرباعي العالمي
تشير تقارير إلى أنه في الـ6 أشهر الأولى من 2023، استوردت روسيا مسيرات من الصين بقيمة أكثر من 100 مليون دولار، كما أنفقت 225 مليون دولار لشراء السيراميك المستخدم في صناعة الدروع الواقية للبدن من بكين، بزيادة 69 بالمئة عن عام 2022.
يقول الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية ديميتري فيكتوروفيتش، إن الصين وكوريا الشمالية وإيران لديها مصالح مشتركة تتوافق مع أهداف روسيا في ألا تنتصر دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) بإمداداتها لأوكرانيا ضد الجيش الروسي، كما أن العلاقات بين موسكو وبكين وبيونغ يانغ وطهران علاقات قديمة حديثة ومحورية وليست مرتبطة بالحرب الروسية الأوكرانية فقط وتهدف بالأساس إلى مواجهة النظام العالمي القائم على نظرية “القطب الأوحد” وهي الولايات المتحدة الأميركية.
وأضاف ديميتري فيكتوروفيتش، في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية”، أن التعاون بين الدول الأربعة يضرب بعرض الحائط كل العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية وإيران لاسيما مع دعم طهران لموسكو، بمسيرات من طرازات “شاهد” والتي سجلت أثرًا مهمًا في مسار الحرب وإحباط العديد من استعدادات الغرب في الهجوم الأوكراني المضاد.
وأوضح الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية، في نقاط كيف استطاعت الحرب الروسية الأوكرانية دفع أطر التعاون بين الدول الأربعة إلى مرحلة جديدة:
- التعاون الرباعي ساهم في تغلب روسيا على أزمة المخزون في الصواريخ الاستراتيجية.
- زيادة حصيلة الجيش الروسي من مخزون قذائف المدفعية والدبابات والمساعدات التقنية الداخلة في التصنيع العسكري.
- ساعد التعاون العسكري الروسي الإيراني على اقتناء موسكو أفضل طرازات المسيرات بالعالم من بينها “شاهد” الأقل حجما وتكلفة.
- يشكل التعاون الرباعي (روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران) عامل ردع عالميا.