ومن المقرر أن يجتمع الكونغرس الأميركي بغرفتيه في وقت لاحق من مساء الأربعاء، من أجل التصديق على نتائج تصويت المجمع الانتخابي أو من يعرفون بكبار الناخبين الذين اختاروا بغالبيتهم بايدن.
وهذه هي الخطوة الأخيرة قبل تنصيب الرئيس المنتخب في 20 يناير الجاري.
واستبق ترامب اجتماع الكونغرس، الذي يمثل آخر فرصة له نظريا للاحتفاظ بمنصبه، بخطوتين تظهران تشبثه الشديد بالسلطة.
الخطوة الأولى
وتمثلت الخطوة الأولى في دعوة أنصاره للمشاركة في احتجاج ضخم سينظم في العاصمة واشنطن ضد نتائج الانتخابات، وقال ترامب في التغريدة التي دعا فيها إلى المشاركة في الاحتجاج “أوقفوا السرقة”.
وتخشى السلطات الأميركية أن تخرج الأمور عن سيطرتها في هذا الاحتجاج وتندلع أعمال عنف لا يحمد عقباها، خاصة مع تصريحات أطلقتها جماعات متطرفة بشأن نيتها المشاركة.
ولذلك، شهدت العاصمة الأميركية استنفارا أمنيا كبيرا تحسبا لحدوث أي طارئ، ووافق البنتاغون على نشر قوات من الحرس الوطني في واشنطن.
وبالفعل ينتشر نحو 340 منهم قرب محطات المترو والبيت الأبيض والكونغرس.
ومما يزيد من خطورة الأمر أن ترامب أكد أنه سيلقي كلمة أمام المتظاهرين، وهو ما قد يؤدي إلى رفع مزيد من التوتر.
الخطوة الثانية
أما الخطوة الثانية، فكانت دعوة ترامب إلى نائبه، مايك بنس، لبذل جهود لعكس نتائج الانتخابات الرئاسية خلال اجتماع الكونغرس.
وأعرب ترامب عن أمله في أن يقوم بنس بـ”شيء ما” لصالح حملة الرئيس الانتخابية، وقال إن “نائب الرئيس مخول برفض أصوات أعضاء الهيئة الانتخابية، الذين تم اختيارهم بالاحتيال”.
لكن شبكة “سي أن أن” أن بنس أبلغ ترامب بأنه يمكنه منع التصديق على نتائج الانتخابات.
ونائب الرئيس في الولايات المتحدة لا يتمتع بصلاحيات تذكر، ورئاسته لمجلس الشيوخ هي مجرد شرفية إلى حد كبير.
ودور بنس في المصادقة الرسمية على فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية، في الاجتماع المشترك لمجلسي الكونغرس، رمزي أيضا، ويتمثل في الإشراف على فرز أصوات المجمع الانتخابي.
وقد أدرك المؤسسون الأوائل وواضعو الدستور الأميركي أن نائب الرئيس سيكون لديه اهتمام شخصي كبير بمن سيفوز، لذا فإنهم أبقوا دوره رمزيا، إذ سيكون عليه أن يفتح المظاريف المقدمة من كل ولاية ويعلن بصوت واضح عدد الناخبين الذين يذهبون إلى كل مرشح.
نواب مع مسعى ترامب
وانضم نواب عن الحزب الجمهوري إلى ترامب في محاولة عرقلة التصديق على نتائج الانتخابات، لكن محاولتهم هذه لا تملك فرصة تذلك، وأقصى ما تستطيع فعله هو تأخير المصادقة على فوز بايدن.
وفشلت محاولات ترامب المتتالية لقلب نتيجة التصويت الذي أفض إلى فوز منافسه الديمقراطي، جو بايدن.
وعلى سبيل المثال، فشلت 60 دعوى قضائية رفعها في المحاكم للشكيك بصحة نتائج الانتخابات، كما أن طلبات إعادة فرز الأصوات في عدة ولايات، كما في ولاية جورجيا أدت إلى النتيجة ذاتها: فوز بايدن.
وعلى الرغم من ذلك، لا يزال الرئيس الجمهوري الذي تنتهي ولايته بعد أسبوعين يرفض الإقرار بهزيمته أمام خصمه الديمقراطي، متذرعا بأن الانتخابات “سُرقت” منه بواسطة عمليات تزوير، دون أن يقدم دليلا على ذلك.
قرب حسم معركة جورجيا
وفاز الديمقراطيون بأحد سباقين محتدمين على مقعدي ولاية جورجيا في مجلس الشيوخ الأربعاء، ويتقدمون في الآخر، ليقتربوا بذلك من نصر سيمحنهم السيطرة على المجلس والسلطة لتحقيق الأهداف السياسة للرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن.
وتفوق المرشح الديمقراطي رافاييل وارنوك، وهو قس في الكنيسة التي كان مارتن لوثر كينج الابن يلقي عظاته فيها، على السناتور الجمهورية الحالية كيلي لوفلر، ليصبح أول سناتور أسود في تاريخ الولاية التي تقع في قلب الجنوب الأميركي.
وفي حالة فوزه، سيصبح المرشح الديمقراطي جون أوسوف، وهو مخرج أفلام وثائقية، أصغر أعضاء مجلس الشيوخ سنا حيث يبلغ من العمر 33 عاما ويتقدم على المرشح الجمهوري ديفيد بيردو في السباق على المقعد الثاني لجورجيا.
ومن غير المتوقع اتضاح النتيجة النهائية للمنافسة على هذا المقعد إلا في وقت لاحق الأربعاء على أقرب تقدير.
والنتائج بمثابة رفض للرئيس ترامب في ولاية سيطر عليها لعقود الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه.
وشارك ترامب في الدعاية للمرشحين الجمهوريين في جورجيا الاثنين، لكن مساعيه طيلة شهرين لقلب خسارته في انتخابات الرئاسة بإطلاق مزاعم التزوير خيمت على تأييده لهما.
وتضمنت مساعي ترامب في هذا الصدد انتقادات لمسؤولين جمهوريين في الولاية.