وفقدت أوكرانيا السيطرة على معظم خيرسون المطلة على البحر الأسود، بما في ذلك عاصمتها التي تحمل اسمها، في الأسابيع الأولى من العمليات الروسية التي بدأت في 24 فبراير الماضي، وكان يسكن المنطقة قبل الحرب قرابة 300 ألف نسمة.

وعلى مدار الأيام الماضية، دأبت قوات كييف على استهداف المعابر على النهر في محاولة لقطع خطوط الإمداد الروسية، فقد أصابت المدفعية جسر دارييفسكي على نهر نيبرو، كما استهدفت القوات الأوكرانية، مستعملة أسلحة زودتها بها الولايات المتحدة، جسر أنكونيفسكي، أحد الجسرين اللذين تسيطر عليهما روسيا.

سلاح روسي “أقوى من الصواريخ”

وحول إمكانية استعادة أوكرانيا السيطرة على خيرسون، قال المحلل السياسي، أندرو بويفيلد، إن هناك دعما واسعا من دول حلف شمال الأطلسي خلال الآونة الأخيرة وأتوقع أن ترفع  كييف من معنويات الحلفاء بانتصارات على الأرض حتى لا يكون هناك نوع من الإرهاق المادي دون نتائج حتى لو مجرد الصمود فهو يعد مكسبا.

 وأضاف بويفيلد لـ”سكاي نيوز عربية”، أن روسيا تراهن على سلاح قديم أقوى من الصواريخ التي تزودها الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون بها أوكرانيا وهو عامل الوقت، حيث تأمل روسيا في أن يضعف عزم الغرب بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء العالمية التي ساعدت الحرب على تأجيجها.

وأشار إلى أن قطع خطوط الإمداد الروسية عن خيرسون قد يسهل عملية استعادة السيطرة على المدينة خاصة في ظل حالة غضب داخل المدينة من الروس، فغالبيتهم يتحدثون الروسية لكنهم ينظرون إلى ما يحدث على أنه نوع من “الاحتلال” الذي يجب مواجهته.

تأرجح موازين القوى

بدورها، قالت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان، إنه “رغم الخسائر الأخيرة، فإن الروح المعنوية للأوكرانيين تبدو مرتفعة بما يكفي لمحاولة مناورة هجومية خطيرة واستعادة مبادرة القتال في الجنوب. مثل هذا التطور، في حالة النجاح، من شأنه أن يعزز الروح المعنوية للقوات الأوكرانية الأخرى والمدنيين على حد سواء، ويحدث هزة كبيرة للكرملين”.

وأضافت تسوكرمان لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “موازين القوى تتأرجح في أجزاء مختلفة من البلدان، وروسيا التي حُرمت الوصول إلى العديد من المكونات الرئيسية للأسلحة التي تنتجها، تضطر بشكل متزايد إلى الاعتماد على الأسلحة التي عفا عليها الزمن ودون المستوى، بينما تواصل أوكرانيا تلقي أسلحة متطورة بشكل متزايد.

ولفتت إلى أنه “إذا نجحت أوكرانيا في السيطرة على خيرسون، فقد يتبع ذلك سيناريوهان، قد تستأنف روسيا قريبا هجوما مضادا لاستعادة المدينة، وعند هذه النقطة لا يخمن أي شخص ما إذا كانت ستكرس وقتا وموارد كافية لهذا الجهد، أم أنها ستقلص خسائرها، مؤقتا على الأقل، لإعادة التجمع في مكان آخر، ربما في المناطق الأكثر تباينا مثل الشرق، التي تحتاج موسكو إلى توحيدها للنجاح في إنشاء سيطرة إقليمية متصلة لشبه جزيرة القرم ومولدوفا”.

نقطة ضعف

وفي تصريح لوكالة الأنباء الروسية (تاس)، اعترف نائب رئيس الإدارة الموالية لروسيا في خيرسون بأن جسر أنكونيفسكي قد ينهار إذا تواصلت الضربات عليه.

ووصف مسؤولون غربيون الجسر بأنه “نقطة ضعف رئيسية” في القوات الروسية، وأفادوا بأنه إذا قطع هذا المعبر فإن “القوات الروسية التي تسيطر خيرسون ستكون معزولة، وتعد تلك ضربة عسكرية وسياسية موجعة لروسيا”.

وكتب مستشار حاكم خيرسون، سيرهي خلان، على فيسبوك: “كل جسر نقطة ضعف في خطوط الإمداد، وقواتنا المسلحة تعمل بكفاءة على تدمير أنظمة العدو، هذا لا يعني تحرير خيرسون، ولكنها خطوة مهمة في التحضير لذلك”.

وزعم أحد مستشاري الرئيس زيلينسكي لشؤون الدفاع أن ألفا من الجنود الروس محاصرون من قبل القوات الأوكرانية في المنطقة، وقال أوليكسي أريسطوفيتش إن الجنود الروس وقعوا في “خدعة تكتيكية”، قرب قرية فيزوكوبيا في خيرسون.

وسيطرت روسيا على خيرسون دون مقاومة تذكر في بداية الحرب، ويعتقد أن الرئيس زيلينسكي أقال، الأسبوع الماضي، مدير الأمن إيفان باكانوف، لأن أجهزته لم تدمر المعابر على نهر نيبرو بعد فرارها من المدينة.

skynewsarabia.com