وزادت روسيا من تركيزها على دونيتسك، التي تسيطر هي ووكلاؤها على أجزاء واسعة منها، بعد إتمام سيطرتها على منطقة لوغانسك المجاورة، الأحد، ببسط السيطرة على ليسيتشانسك التي تحول جزء كبير منها إلى أنقاض.
وتقول موسكو إن إخراج الجيش الأوكراني بشكل كامل من المنطقتين أمر محوري لما تسميه “عمليتها العسكرية الخاصة” لضمان أمنها، وهو هجوم مستمر منذ 4 أشهر يصفه الغرب بأنه عدوان غير مبرر.
وتشكل دونيتسك ولوغانسك معا منطقة دونباس، وهي الجزء الشرقي من أوكرانيا، الذي شهد أكبر معركة في أوروبا منذ أجيال والذي تريد روسيا السيطرة عليها لصالح الانفصاليين الذين تدعمهم.
وتحدث مسؤولون أوكرانيون عن قتال عنيف مع محاولة القوات الروسية التوغل في دونيتسك من لوغانسك وباتجاه سلوفيانسك.
وقال حاكم لوغانسك سيرهي غايداي للتلفزيون الأوكراني: “نحن نحبط (تقدم) العدو عند حدود (لوغانسك/دونيتسك)”.
وأضاف أن القوات النظامية وقوات الاحتياط الروسية أُرسلت إلى هناك في محاولة واضحة لعبور نهر سيفرسكي دونيتس وأن منطقتين صغيرتين داخل حدود لوغانسك شهدتا قتالا عنيفا.
وقال غايداي في إفادة مصورة: “منطقة لوغانسك تقاتل حتى الآن. تم الاستيلاء على كل الأراضي تقريبا، لكن القتال مستمر في منطقتين”.
وأضاف غايداي ومسؤولون أوكرانيون آخرون أن القوات الروسية تقصف أهدافا داخل دونيتسك بضربات صاروخية.
وقال فاديم لياخ رئيس بلدية سلوفيانسك في إفادة مصورة إن المدينة تتعرض للقصف منذ أسبوعين، وأضاف: “الوضع متوتر”.
جاء ذلك بعد يوم من إعلان مسؤولين أوكرانيين أن القوات الروسية قصفت سوقا ومنطقة سكنية في سلوفيانسك وقتلت شخصين على الأقل.
وقال لياخ إن 17 شخصا في المجمل قتلوا هناك منذ أن أمر الرئيس فلاديمير بوتن قواته بدخول أوكرانيا في 24 فبراير.
وتقول وزارة الدفاع الروسية إنها لا تستهدف المدنيين، وقالت، الأربعاء، إنها تستخدم أسلحة عالية الدقة لمواجهة التهديدات العسكرية.
وذكرت أنها دمرت منظومتي صواريخ متقدمتين أميركيتي الصنع من طراز هيمارس ومستودعات الذخيرة الخاصة بهما في منطقة دونيتسك، وهو تأكيد نفته أوكرانيا باعتباره زائفا.
“لا مناطق آمنة”
من جانبه، قال رئيس بلدية مدينة ميكولايف الساحلية أولكسندر سينكيفيتش إن المدينة تعرضت لقصف كثيف، مضيفا أن القوات الروسية كانت تستخدم قاذفات صواريخ متعددة لدك المدينة التي هجرها نحو نصف سكانها البالغ عددهم نصف مليون نسمة قبل الحرب.
وتابع: “لا توجد مناطق آمنة في ميكولايف…أقول للناس…إن عليهم الرحيل”.
وفي كراماتورسك، وهي مدينة في إقليم دونيتسك ويتوقع أن تحاول القوات الروسية الاستيلاء عليها في الأسابيع المقبلة، استخدم جنود أوكرانيون وقليل من المدنيين سيارات وشاحنات مطلية باللون الأخضر للحصول على ما يحتاجونه، الأربعاء. وكان الكثير من السكان قد غادروها بالفعل.