أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مقابلةٍ مع محطة تلفزيونية حكومية، استعداده للتفاوض، وبعدها أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن “وقت التفاوض قد حان سواء شئنا أم أبينا“.

في المقابل، تحدّث وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، عن اعتزام بلاده عقد “قمة سلام” في فبراير بهدف إنهاء الهجمات الروسيَّة المستمرة على بلاده، مؤكدا أن كل حرب تنتهي بطريقة دبلوماسية، وأن جميع الحروب تنتهي عبر الإجراءات المتخذة بساحة المعركة وعلى طاولة المفاوضات.

مع بداية الحرب، جرت 3 جولات من المفاوضات في بيلاروسيا وأخرى رابعة افتراضيا، بينما عقدت جولة خامسة من المفاوضات في إسطنبول، من أجل التوصل إلى نقاط مشتركة بشأن المسائل الخلافية، وجميعها باءت بالفشل.

شروط روسيا

  • تحدَّث وزير الخارجية الروسي عن الشروط التي تراها بلاده ضرورية للسلام، مؤكدا أن أوكرانيا يجب أن تستسلم، وإلا فإن الحرب ستستمر، وفق وكالة الأنباء الحكومية “تاس“.
  • جدد لافروف حديث بلاده بشأن أن أحد الأسباب الجوهرية لحربها هو التصدي لانتشار النازية الجديدة في أوكرانيا، داعيا إلى “ضرورة نزع السلاح واجتثاث النازية“.
  • أكد أن شرط روسيا الرئيسي لإقرار السلام هو الاحتفاظ بسيطرتها على 4 مناطق في شرق وجنوب أوكرانيا، وهي خيرسون وزاباروجيا ودونيتسك ولوغانسك، ضمتها موسكو في سبتمبر الماضي بخلاف أيضا شبه جزيرة القرم.
  • وفق مجلة “نيوزويك” الأميركية فإنَّ أحد الشروط الرئيسية أيضا هو تعديل الدستور بأوكرانيا، بحيث ينص على نبذ الانضمام لأي تكتل عسكري، في إشارة لحلف شمال الأطلسي والعودة لسياسة الحياد.

مطالب أوكرانيا 

  • خلال حديثه مع وكالة “أسوشيتد برس” بشأن احتمال عقد قمة للسلام، اقترح وزير الخارجية الأوكراني أن يتوسط الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في الإجراءات المتعلقة بانعقادها.
  • كوليبا اشترط من أجل دعوة روسيا لحضور القمة أن تخضع للمحاكمة على ما وصفه بـ”جرائم الحرب” التي يزعم أنها ارتكبتها في بلاده، وذلك في محكمة دولية، وهو ما يجعل مشاركة موسكو مستحيلة.
  • كشرط أساسي للسلام، دعا الرئيس الأوكراني نظيره الروسي لسحب القوات من أوكرانيا، مؤكدا أن السلام سيبدأ عندما يسحب بوتن قواته من أوكرانيا.
  • كما دعا الرئيس الأوكراني لتوفير ضمانات أمنية لبلاده كشرط للسلام، وضرورة أن تتضافر الجهود الدولية لمنع موسكو من شن عدوان مسلح على بلاده في المستقبل.

لا حل دبلوماسيا قريبا

بشأن الشروط الروسية والمطالب الأوكرانية، قال المحلل السياسي ليون رادسيوسيني لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنها تظهر أن الحل الدبلوماسي في الوقت الحالي على الأقل هو أمر مستبعد، كييف ليست على استعدادٍ للتنازل عن مخاوفها الأمنية الأساسية وحقوقها السيادية أو التخلي عن أراضيها، بينما تصر روسيا على الاحتفاظ بالأراضي التي تحت سيطرتها.

أوضح أن مطالب زيلينسكي وتأكيده على ضرورة استعادة وحدة أراضي بلاده ستكون أكبر نقطة شائكة في أي مفاوضات، إلا أنه اعتبر أن روسيا ترفع سقف المطالب حتى تحصل على أهم مطلب لها، وهو اعتراف رسمي بضم شبه جزيرة القرم، كون كل المناطق التي ضمتها لا تخضع لسيطرتها بشكل كامل، بل تواجه فيها قواتها أزمات صعبة باعتراف بوتين نفسه وكذلك إخفاقات.

أشار إلى أن الوساطة الأممية أو الغربية، وقد تتمثل في فرنسا التي لا تزال تحتفظ ببعض الاتصالات الدبلوماسية مع الكرملين، قد تدعو للعودة إلى ما قبل 24 فبراير، وقد يتمسك باعتراف أميركي أوروبي بضم شبه جزيرة القرم، وهو ما قد يرضخون له لإنهاء الحرب والتخلص من تبعاتها.

أكد أن ذلك كله يتوقف على مدى جدية روسيا بالأساس في دعوتها للتفاوض وليس من قبيل المناورات والتكتيكات السياسية بهدف تحميل الغرب أسباب تأجيج الحرب وكسب تعاطف داخلي.

skynewsarabia.com