وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الرئيس الأميركي جو بايدن، ومساعديه الرئيسيين أوضحوا فى وقت سابق بأنه عقب الانسحاب من أفغانستان، ستتوقف واشنطن عن تقديم الدعم الجوي للجيش الأفغاني، ما لم يكن الأمر يتعلق بضرب الجماعات الإرهابية التي يمكن أن تضر بالمصالح الأميركية.

وكان الرئيس جو بايدن صرح في 14 أبريل بأنه اتخذ قرارا بإنهاء العملية العسكرية في أفغانستان، والتي أصبحت أطول حملة عسكرية خارجية في تاريخ الولايات المتحدة، وبدأ بالفعل انسحاب القوات، ومن المتوقع أن تغادر القوات العسكرية الأميركية كلها أفغانستان بحلول 11 سبتمبر.

وتسود تخوفات كبيرة في الأوساط السياسية والعسكرية الأميركية من سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول عقب الانسحاب الأميركي من البلاد، مما يدفع الإدارة إلى وضع خطط بديلة لمواجهة هذه الاحتمالات، خاصة في وجود شكوك من قدرة الجيش الأفغاني على مواجهة طالبان.

قوات الشرق الأوسط

رفض المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، جون كيربي، الكشف عن الاتصالات التي تجري مع دول جوار أفغانستان لإنشاء قواعد تنطلق منها مهمات عسكرية مستقبلا لمساندة حكومة كابول، مشيرا إلى أن “البنتاغون” يعول على الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط لمواجهة التحديات في أفغانستان مستقبلا.

وتأتي تصريحات كيربي قبل أيام من رفع قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال فرانك ماكينزي، خطة إلى البيت الأبيض تقضي بعرض خطط لحماية السفارة الأميركية في كابول وتأمين الطريق الذي يربطها بمطار العاصمة الدولي.

تخوف من النموذج الفيتنامي

الخبير العسكري اللبناني، إلياس حنا، يقول في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن أميركا تخشى من تكرار النموذج الفيتنامي في سبعينيات القرن الماضي عندما سيطرت شمال فيتنام على كامل البلاد.

وأضاف حنا أنه “برغم سيطرة القوات الحكومية على كابول إلا أن محيط العاصمة مناطق صراع مع مقاتلي حركة طالبان، وأرى أنه سيكون هناك انسحاب معلن بخروج 2500 جندي و14 ألف من المتعاقدين المدنيين و7 الآف من قوات الناتو، ولكن الحكومة الأميركية ستحافظ على وجود غير معلن قوي يشمل عناصر استخباراتية وقوات خاصة”.

وأشار حنا في تصريحاته إلى أن الهاجس اللوجيستي هو ما يشغل بال الإدارة الأميركية وكذلك مرحلة ما بعد الانسحاب وكيف سيتم التعاطي مع النتائج المترتبة عليها، بعدما أنفقت أميركا قرابة تريليوني دولار منهم 87 مليار دولار على تدريب الجيش الأفغاني، وأن الاعتماد على مواجهة طالبان عن طريق الطائرات المسيرة لن يكون ذا جدوى على المدى الطويل، ولابد من وجود قوات عسكرية في ساحة العمليات.

الخيارات محدودة

من جابنه، قال دانيل إلكينز، المنتسب لفرقة خاصة بالحرس الوطني الأميركي، في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الخيارات المتاحة لأميركا للاستمرار في جمع المعلومات في تلك المنطقة محدودة للغاية.

وأضاف: “فقد سبق للولايات المتحدة وأن كانت موجودة في باكستان، لكن منذ عام 2011 لم يعد ذلك متاحا، وقد حاول وزيرا الدفاع والخارجية العمل على استخدام مواقع في أوزباكستان وقيرغيزستان وطاجيكستان، وكلها خيارات تستحق الاكتشاف”.

قواعد قريبة

وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه”، ستواجه صعوبات عدة في جمع المعلومات الاستخباراتية من أفغانستان وتنفيذ ضربات لمواجهة الإرهاب، بسبب الانسحاب السريع للقوات العسكرية التابعة للولايات المتحدة من هناك.

وأكد تقرير الصحيفة أن “سي آي إيه” ستخسر قواعدها في أفغانستان التي كانت مركزا أساسيا لعملياتها على مدار 20 عاما، بعد أن استخدمتها لتنفيذ مهمات قتالية وشن هجمات بطائرات مسيرة، ومراقبة حركة طالبان وتحركاتها، بالإضافة لجماعات إرهابية تنشط وتعمل في أفغانستان مثل تنظيمي القاعدة وداعش.

ووفقا لمعلومات “نيويورك تايمز”، فإن وكالة الاستخبارات المركزية تعمل حاليا على تأمين قواعد قريبة من أفغانستان، لضمان سير العمليات المستقبلية، أما الخيارات المطروحة فتشمل دولا في آسيا الوسطى، إضافة إلى باكستان، إلا أن هذه الأخيرة سجلت اعتراضات عدة على استخدام أراضيها كقواعد للسي آي إيه، وفرضت شروطا محددة على العمليات التي ستنطلق منها.

وتأتي هذه المستجدات بالتزامن مع زيارة لم يعلن عنها لمدير “سي آي إيه” وليام بيرنز إلى إسلام آباد خلال الفترة الماضية، حيث التقى نظيره الباكستاني لمناقشة التعاون الأمني لمواجهة الإرهاب، وسط تحذير بيرنز لمجلس الشيوخ الأميركي من أنه مع حلول موعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان ستتأثر قدرة واشنطن على جمع المعلومات والرد بشكل لافت.

skynewsarabia.com