ووفق تصريحات لحاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي، الاثنين، فإن القوات الروسية تقدمت نحو وسط سيفيرودونتسك، التي تتعرض للقصف منذ أسابيع، قائلًا على “تليغرام”: “القتال مستمر، والوضع صعب جدًّا”.
وتقع سيفيرودونتسك وليسيشانك على بعد أكثر من 80 كلم شرق كراماتورسك، التي أصبحت المركز الإداري لدونباس، منذ أن استولى الانفصاليون المدعومون من موسكو على الجزء الشرقي من هذا الحوض الكبير عام 2014.
يأتي هذا فيما صرَّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأحد، لمحطة “تي.إف1” التلفزيونية الفرنسية، بأن “تحرير” دونباس “أولوية غير مشروطة” بالنسبة إلى موسكو، موجهًا رسالة لبقية المناطق في أوكرانيا أنه “يمكن أن تقرر مصيرها بنفسها”.
“نصر الخريف”
وتقترب روسيا من حسم معركة دونباس بعد تطويقها لآخر جيب للمقاومة في لوهانسك وسيطرتها على مدينة ليمان الاستراتيجية، بينما كشفت وسائل إعلام روسية رغبة موسكو في نصر كامل.
وحسب موقع “ميدوزا” الروسي، فإن كبار مسؤولي البلاد يكثفون التحركات على الأرض لأجل إعلان “نصر عسكري شامل” في الخريف. ونقل عن مصادر بالكرملين أن المسؤولين ما زالوا يناقشون إمكانية الهجوم ثانية على العاصمة كييف، وربما تجاوز ذلك إلى تصعيد على نطاق واسع.
هدفان أدنى وأقصى
ووفق المصادر ذاتها، فإن إدارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، لديها “هدف أدنى” و”هدف أقصى” بشأن نجاح واكتمال “العملية العسكرية الخاصة”، لافتة إلى أن الهدف الأدنى المطلوب لإعلان النصر هو الاستيلاء الكامل على دونباس، وهو ما تكاد القوات الروسية أن تحققه، فوفقًا للتقديرات الأخيرة، لا تزال القوات الأوكرانية تسيطر على خمسة في المئة فقط من لوغانسك وأقل من نصف دونيتسك، ويبقى الهدف الأقصى للكرملين هو الاستيلاء على كييف.
ومطلع أبريل الماضي، عدّلت روسيا استراتيجيتها الحربية عبر التركيز على دونباس ومناطق أخرى في شرق وجنوب أوكرانيا، وسحبت جنودها من مناطق بالشمال وقرب كييف بعد أكثر من شهر من الحرب التي انطلقت في 24 فبراير.
استسلام كامل
يعلق المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، ليون رادسيوسيني، بالقول إن “انسحاب بوتن أبريل الماضي من كييف كان تكتيكيًّا بعد خسائره في الجنود والآليات”.
ويوضح رادسيوسيني، لـ”سكاي نيوز عربية”، أن “بوتن غير خططه كاملة وحتى قادة المعركة استبدلهم، موسكو تستعد لتنفيذ خطة واسعة النطاق تشمل كل أوكرانيا، وليس فقط وسطها أو شرقها، وأن العمليات لن تتوقف إلا بإعلان أوكرانيا الاستسلام الكامل للإرادة الروسية”.
وفي هذا، فإن روسيا “غيَّرت تكتيكاتها؛ حيث رأت أن قصف المدن وتسويتها بالأرض، مثل ما حدث في ماريوبول، يأتي بنتائج إيجابية؛ لذلك من المحتمل أن يتصاعد الوضع في كامل أوكرانيا”.
وفي تقديره، فإن “بوتن ما زال بحاجة إلى نصر كبير ومبرر مناسب للتضحيات التي قدمها الروس، تصريحات الكرملين توضح أنه مصمم على فرض حل عسكري مهما كان الثمن، على أساس أنها معركة حياة أو موت من أجل مكانة روسيا في العالم”.
وحول الدعم الغربي، أكد على أنه “يطيل أمد الصراع ويستنزف روسيا”، غير أنه توقع ألا يستمر الدعم كثيرًا، لأن “العالم يعيش أزمة اقتصادية خانقة، وهناك تخوفات على مخزونات الجيوش”.