مقتل شيكاوي خلال مواجهة مع مسلحين من فرع التنظيم المتطرف في غرب أفريقيا، يفتح الباب أمام سيناريوهات مختلفة تلف مصير “بوكوحرام” الذي يعيش واحدة من أضعف مراحله، بعد سنوات من المواجهة والاقتتال الداخلي مع فرع التنظيم.
ويعتقد محللون بأن مقتل أبو بكر محمد شيكاو، الشهير ، يعطي فرصة أكبر لتنظيم داعش غرب أفريقيا في مواصلة تمدده استغلالاً للظروف التي تفرض نفسها بتلك المنطقة، على أن ينجح في استقطاب مناصري شيكاو ضمن تنظيم بوكو حرام.
وذلك بعد أن مرت العلاقة بين التنظيم بقيادة شيكاو وداعش بقيادة أبو مصعب البرناوي، بعدة مراحل، بدءًا من مرحلة الوفاق مع مبايعة شيكاو لداعش في 2015، ثم الخلافات الفاصلة بعد أقل من عام على المبايعة، والتي فتحت باب المواجهات بين الطرفين، والتي انتهت بمقتل شيكاو نفسه من خلال عبوة ناسفة، كما أعلن زعيم داعش في تسجيل مسرب الأحد.
دلالات رئيسية
يحدد الباحث في شؤون الحركات المتطرفة، منير أديب، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” من القاهرة، تطورين رئيسييين متوقعين بعد مقتل زعيم بوكو حرام.
التطور الأول -في تقدير أديب- مرتبط بوضعية تنظيم داعش غرب أفريقيا، ويقول: “مقتل أبو بكر شيكاوي، يعني أن تنظيم داعش بدأ يتصدر المشهد في نيجيريا، ومن ثمّ قد يتصدره في أفريقيا بأكملها، بعد أن دخل في صراع مسلح مع تنظيم بوكو حرام، عمر هذا الصراع خمس سنوات منذ 2016 وحتى الآن، وقد انتهى بمقتل زعيم بوكوحرام، وهذا قد يعطي انطباعاً أن داعش سوف ينجح ربما في محاولاته إقامة دولة للتنظيم في أفريقيا بعدما سقط التنظيم في 22 مارس 2019 في الرقة والموصل”.
الدلالة أو التطور الثاني ضمن التداعيات المتوقعة لمقتل شيكاو، تتعلق بتنظيم بوكو حرام نفسه، إذ يشير أديب إلى أن “التنظيم أصبح ضعيفاً ومتهاوياً، ويمر بأضعف حالاته الآن”، موضحاً أن شيكاو تولي قيادة التنظيم في 2009 خلفاً لقائده السابق محمد يوسف، وهو التنظيم الذي قتل قرابة الـ 40 ألف نيجري خلال صراع مسلح مع القوات الحكومية، فضلاً عن نزوح قرابة المليون نيجيري.ويشير إلى أن “التنظيم يمر بمراحل ضعف نتيجة أمرين؛ الأول مرتبط بمواجهات القوات النيجيرية له عبر ضربات جوية أضعفت التنظيم بشكل نسبي، فضلاً عن تدخل الكاميرون وتشاد في المواجهة.. وثانياً: مواجهة داعش نفسه لتنظيم بوكو حرام، والذي انتهى بمقتل شيكاو”.