وتحولت هذه المنطقة إلى ساحة خلفية للتنظيمات الإرهابية لتنفيذ هجمات، حيث يعاني سكان المنطقة الأمرين من تلك الجماعات المتطرفة.

وخلال الشهرين الماضيين شهدت النيجر ومالي تنفيذ عشرات الهجمات الإرهابية التي راح ضحيتها مئات القتلى من المدنيين.

ولا ريب أن تشاد كانت لاعب كبيرا في مكافحة الارهاب بمنطقة الساحل واستطاعت المساهمة في استعادة الأمن في العديد من دول المنطقة.

ولكن ماذا سيحصل مستقبلا؟

برز هذا السؤال في ظل ما تعانيه تشاد من اضطرابات عقب مقتل الرئيس إدريس ديبي خلال مواجهة مع المتمردين شمال البلاد.

الباحث التشادي، علي موسى، يرى أن منطقة المثلث الحدودي بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو تشكل مخبأ سهلا للجماعات الإرهابية، فهي وعرة جدا وتغطيها غابات ومجار مائية تسهل على عناصر هذه الاختباء بعيدا عن القوات النظامية والمواطنين.

وأضاف موسى لموقع “سكاي نيوز عربية” أن انسحاب القوات التشادية سيؤثر بشكل سلبي على مكافحة الإرهاب، إذ سيترك فراغا كبيرا جدا في المنطقة المعنية.

 

 وأشار إلى أي انسحاب طارئ للقوات في المناطق المهددة بأنشطة الجماعات الإرهابية سيدفع دول الساحل وفرنسا إلى مراجعة استراتيجياتها الأمنية.

ورجح أن تعقد هذه الخطوة من من عملية انسحاب القوات الفرنسية في المنطقة.

ومن غير المستبعد حسب الباحث التشادي أن تحاول داعش تأسيس إمارة لها في منطقة الحدود الثلاثة ما لم تنتبه دول المنطقة لذلك الاتجاه وتتعاون للعمل على إجهاضه.

الفقر وانعدام الأمن

وأضاف عل، أن هناك ضعفا في سيطرة الحكومات على المنطقة نتيجة الهجمات المسلحة وأعمال العنف.

ويرافق ذلك، وفق الباحث التشادي، مع معاناة سكان المنطقة إذ يعتبرون الأفقر في العالم، وتعاني أجزاء واسعة فيها من القحط بدرجات متفاوتة.

وقال إن الفقر والبطالة أكبر تحد يهدد الأوضاع في مثلث الساحل والصحراء، إضافة إنها خارج سيطرة الحكومات، مما يجعل من الصعب فرض سلطة القانون فيها، ويتيح للجماعات الإرهابية التي تتهج العنف والقتل حرية الحركة.

ونوه إلى خطورة سلاح الجهل، قائلا: “ينتشر الجهل بشكل أكثر في المناطق النائية، لذلك تركز الجماعات الإرهابية نشاطها ووجودها في تلك المناطق، وتحاول استقطاب الشباب وضمهم إلى صفوفهم من خلال التلاعب يعقولهم الهشة وتلقينهم الفكر الجهادي”.

ثغرات أمنية

وأشار الباحث التشادي إلى أن الجماعات المتطرفة الناشطة في المنطقة الحدودية تستغل الثغرات الأمنية والهفوات المتروكة من قبل الحكومات، حيث يصعب على الدول استعادة استقرار المنطقة ودحر الهجمات الإرهابية والأعمال المشبوهة كالتهريب والابتزاز وغيرها

ضعف الدول
ويقول المحلل السياسي المالي، عبدالله سيدبى، إن المثلث الحدودي منطقة استراتيجية خطيرة للإرهابيين، وشهد في السنوات الأخيرة عدة هجمات إرهابية بعضها على مراكز المجموعة الخمسة الساحلية وبعضها استهدف منطقة في هذه الدول الثلاث.

وأضاف سيدبي لموقع”سكاي نيوز عربية”، أن جذور هذه الهجمات إلى 2012، بعد سقوط نظام الجنرال أمادو توماني توري في مالى، حيث انتهز الإرهابيون فرصة ضعف الدولة للتوغل في المنطقة، ونشرت هذه الجماعات المتطرفة نفوذها في مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

وأشار إلى غياب التنسيق الأمني والاستخباراتي بين أجهزة الدول الثلاث، لوضع استراتيجية مشتركة لمواجهة خطر الهجمات الإرهابية.

 وقال إن هناك حاجة ماسة إلى تعاون باقي دول الجوار من أجل السيطرة على الحدود ومنع هروب الإرهابيين عبرها، وحتى يسهل ملاحقتهم وتطهير المنطقة من خطرهم واجتثاثه من جذوره

skynewsarabia.com