ففي إثيوبيا ثاني أكبر بلد أفريقي من حيث الكثافة السكانية، تصعب الحياة عندما ترتبط بالموارد وتوزيعها فضلا عن عدم التكافؤ في فرص العمل.
وفي هذا المشهد، تنشأ الكثير من القصص الإنسانية، أشهرها قصة قوبنا التي اشتهرت، بماما تريزا، امرأة احتضنت خمسة وثلاثين طفلا مشردا ويتيما في بيتها.
رحلت العام الماضي ورحلت معها أحلام الكثير من الأطفال البؤساء في احتفال وداع أقامته الحكومة تقديرا لجهدها كأم مساندة لقضايا الأطفال.
لكن في قصة أخرى أكبر حجما شرع، بنيام بقلا، الإثيوبي القادم من بلاد المهجر لبناء دار المسنين والعجزة وفاقدي السند، أسماها “مقدونيا”، حيث تُحكى العديد من الروايات الإنسانية.
وقال أحمد ياسين، مستفيد من أعمال الجمعية: مضى علي خمس سنوات هنا في هذا المكان قدمت إليه بعد معاناة طويلة مع التنقل في عدد من دول الجوار، جئت هنا بعد أن فقدت أهلي، الآن أعمل خياطا، والموجودون هنا أيضا جاؤوا لأسباب مختلفة نعمل في الخياطة ولا نملك أي مستند نستطيع التنقل به خارج هذه الموقع، لكننا سعيدون لأننا نجد مأوى وعملاً يشغلنا.
من جانبها، قالت سلفي منقشا، مسنة في دار الرعاية: لا أعرف من أين جئت إلى هذا المكان، مضى علي وقت طويل هنا، لم يكن لدي أقرباء، وكنت أعاني من الجوع والعمى، لكنني وجدت هنا الرعاية الطبية.
في كل عام يستقبل هذا المكان الآلاف من ضحايا الحرب ومن فقدو ذويهم ومن تقطعت بهم السبل، ملاذ لمن لا ملاذ له وسكن لمن لا سكن له، يقصده أهل الخير ليكونوا سندا لكل محتاج وعاجز ومسكين.
وقال دانياشو سيساي، طبيب بدار الرعاية: “الكثيرون من المرضى هنا مصابون بالإيدز والسكري وضغط الدم والسل وغير ذلك، يُؤتى بهم من الشارع ويُصنفون حسب الأمراض لمعرفة الطريقة التي يمكن تقديم الخدمة لهم.