ويقول محللون إن بيونغ يانغ ربما تسعى لافتعال أزمة لزيادة الضغط على سيول في حين توقف المحادثات النووية مع واشنطن.
اُفتتح مكتب الاتصال الذي فجرته بيونغيانغ، الثلاثاء، في سبتمبر 2018، في إطار اتفاق وقع عليه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن، في أول قمة بينهما قبل خمسة أشهر على ذلك.
وكان المكتب عبارة عن مبنى من أربعة طوابق في منطقة صناعية في مدينة كايسونغ الكورية الشمالية، حيث كانت شركات كورية جنوبية توظف أشخاصا من الشمال، وتسدد أجورهم لبيونغيانغ.
وكان ذلك أول مركز اتصال ملموس دائم بين الجانبين. وكان مسؤولون من الشمال والجنوب يقيمون في المجمع لتأمين التواصل المباشر في أي وقت.
الطابق الثاني من المبنى كان مخصصا للمسؤولين من كوريا الجنوبية، فيما كان ممثلو كوريا الشمالية يقيمون في الطابق العلوي. وكانت غرف الاجتماعات تفصل بينهما.
وكان يتمركز في المكتب قرابة 20 شخصا من كل من الجانبين، يرأسهم مسؤول معين برتبة نائب وزير.
وعندما افتتح المكتب، بدأ تقارب دبلوماسي سريع في شبه الجزيرة وحولها. وكان كيم ومون على مشارف عقد ثالث قمة بينهما، عقب اللقاء التاريخي بين كيم والرئيس الأميركي دونالد ترامب في سنغافورة.
آنذاك أعلنت وزارة التوحيد في سيول أن المكتب سيصبح “قناة مشاورات واتصالات على مدار الساعة” لدفع العلاقات بين الكوريتين قدما، وتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والشمال، وتخفيف التوترات العسكرية.
وكان المكتب يفتح خمسة أيام أسبوعيا، مع تواجد مسؤولين احتياطيا في نهاية الأسبوع.
لكن العلاقات بين الكوريتين جمدت عقب انهيار قمة هانوي بين كيم وترامب. وتم تعليق العمليات في مكتب الارتباط في يناير، وسط أزمة فيروس كورونا المستجد.
وكايسونغ، حيث أقيم مكتب الارتباط، كانت أساسا جزءا من كوريا الجنوبية، بعد أن قسمت موسكو وواشنطن كوريا بينهما في أواخر الحرب العالمية الثانية.
لكنها باتت في أراضي كوريا الشمالية بعد الحرب الكورية بين 1950 و1953، والتي انتهت بهدنة وليس بمعاهدة سلام.
أما المنطقة الصناعية المشتركة التي أُنشأ المكتب فيها، أقيمت في 2004 خلال عهد الرئيس الليبرالي روه مون-هيون في كوريا الجنوبية.
لكن الرئيسة بارك غيون-هيي أغلقته في 2016 ردا على التجارب النووية والصاروخية لبيونغ يانغ، قائلة أن عائدات المكتب مرتبطة ببرنامج تطوير الأسلحة الكوري الشمالي.