ومع تكثيف القوات الروسية من عملياتها العسكرية في منطقة دونباس، قال أولكسندر ميريزكو، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني: “تستخدم روسيا الآن المدفعية على نطاق واسع وبلا رحمة. لمواجهة هذا، نحن بحاجة إلى صواريخ MLRS لإنقاذ حياة جنودنا ومدنيينا”.
ووفق محللين، فإن هناك مخاوف أميركية من إرسال قاذفة متعددة الصواريخ “MLRS” إلى أوكرانيا التي قد تستخدم الأسلحة الجديدة لشن هجمات داخل روسيا كونها تصل إلى نحو 160 كيلومترا، في ظل تحذيرات روسية من مغبة إمداد كييف بأسلحة ثقيلة تؤدي إلى ما وصفه دبلوماسيون روس بـ”تبعات لا يمكن توقعها”.
والجمعة، قال المتحدث السابق باسم البنتاغون، جون كيربي، إن القرار النهائي بشأن MLRS لم يتم التوصل إليه بعد، كما لم يرد وزير الدفاع لويد أوستن عن سؤال حول المنظومة، قائلا: “لا أريد أن أستبق ما وصلنا إليه في عملية توفير الموارد”.
ونقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية عن مسؤولين عسكريين بارزين، أنه “يمكن لأنظمة MLRS الأميركية الصنع أن تطلق وابلا من الصواريخ لمئات الكيلومترات، أبعد بكثير من أي من الأنظمة التي تمتلكها أوكرانيا بالفعل، والتي يعتبر الأوكرانيون أنها يمكن أن تغيّر قواعد اللعبة في حربهم ضد روسيا”.
وأضاف المصدر أن “مسألة توفير أنظمة الصواريخ كانت على رأس جدول الأعمال في اجتماعين بالبيت الأبيض الأسبوع الماضي، حيث اجتمع نواب أعضاء مجلس الوزراء لمناقشة سياسة الأمن القومي. في قلب الموضوع كان نفس القلق الذي تعاملت معه الإدارة منذ بداية الحرب، ما إذا كانت روسيا ستنظر إلى إرسال أسلحة ثقيلة بشكل متزايد إلى أوكرانيا على أنه استفزاز يمكن أن يؤدي إلى نوع من الانتقام”.
وتتكون منظومة “MLRS” من قاذفات صواريخ توضع على المركبات، وهو ما يعطيها المزيد من المرونة في الحركة والمناورة والهروب، هذه الخاصية تعني أنه يمكن للبطارية توجيه ضرباتها، ثم التحرك بعيدا قبل أن تكون هدفا لنيران البطاريات المضادة.
خط أحمر
وبعد إعلان واشنطن نيتها تزويد أوكرانيا بمنظومة “MLRS”، حذر الروس من أن الولايات المتحدة “ستتجاوز الخط الأحمر” إذا زودت أوكرانيا بمثل هذه الصواريخ بعيدة المدى.
وقالت أولغا سكابيفا، مقدمة البرامج التلفزيونية الروسية البارزة، في برنامجها على شبكة “روسيا -1” الحكومية: “تعتزم الولايات المتحدة مناقشة مسألة إمداد أوكرانيا بهذه الأسلحة في أقرب وقت ممكن الأسبوع المقبل، في الوقت الحاضر، تتم معالجة هذه القضية من قبل الإدارة الرئاسية الأميركية”.
وأوضحت سكابيفا: “تستطيع MLRS الأميركية إطلاق قذائف لمسافات بعيدة، وإذا فعل الأميركيون ذلك، فمن الواضح أنهم سيعبرون خطا أحمر، وستكون محاولة استفزاز تستوجب ردا قاسيا للغاية من روسيا”.
وتعقيبا على مسألة تزويد أوكرانيا بالمنظومة، قالت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان لموقع “سكاي نيوز عربية”: “يواجه بايدن ضغوطا لمنح أوكرانيا نظام MLRS، لكن جهود حرب المعلومات الروسية تمحو الحقيقة من خلال ادعاء التكاليف الباهظة لهذه المساهمات، وحتمية انتصار روسيا، والمخاوف على مخزونات الجيش، تستخدم جوقة الأصوات هذه الانقسامات الحزبية خلال منتصف العام لتصوير دعم بايدن لأوكرانيا على أنه لا شيء أكثر من كونه فسادا وإهدارا لأموال دافعي الضرائب وسط ارتفاع معدلات التضخم”.
وأضافت أنه “من المفارقات، أن الضغط لعدم إعطاء MLRS من المرجح أن يأتي من اليمين. لكن هذا المزيج من رغبة بايدن في إطالة أمد الحرب، وكونه مترددا بشكل عام، والضغط المتزايد من بعض عناصر الجمهوريين، قد يعطي البنتاغون ذريعة لمعاملة MLRS كعامل تصعيد”.