وبحسب ما نقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن مسؤولين روس، فإن طائرة مسيرة عسكرية حاولت أن تهاجم منشأة غاز على مقربة من العاصمة موسكو، يوم الثلاثاء.
وكتبت “الغارديان” أن صور الحطام التي جرى توثيقها في موقع الهجوم، أظهرت علامات على أن المسيرة جرى تصنيعها في أوكرانيا.
وهذه المحاولة الهجومية وصفت بالنادرة، لأنها استهدفت نقطة في الداخل الروسي تبعد عن الحدود مع أوكرانيا بمئات الأميال.
وتنضاف هذه المحاولة إلى سلسلة أخرى من محاولات أوكرانية لتنفيذ هجمات في أربع مناطق روسية على الأقل، عبر الاستعانة بطائرات مسيرة.
في غضون ذلك، أكد حاكم منطقة موسكو، أندري فوروبيوف، أن المسيرة سقطت في بلدة “غوباستوفو” على مقربة من العاصمة، وكان هدفها هو إلحاق الضرر ببنية تحتية مدنية.
وكان الهدف الأوكراني محطة تابعة لشركة الطاقة المملوكة للحكومة “غازبروم”؛ وهي محطة مختصة في ضغط الغاز، تقع على بعد 50 ميلا فقط جنوب شرقي الكرملين.
وتظهر صور الحطام أن الطائرة الأوكرانية المسيرة هي “يو جي 22″، في حين اعتادت أوكرانيا ألا تتبنى الهجمات التي يجري شنها في الداخل الروسي.
وذكر مصدر من “غازبروم”، أن الطائرة المسيرة اصطدمت بالشجر في الخارج، وهي على مسافة قريبة جدا من السياج الخارجي للمنشأة، حيث كانت على بعد نحو عشرة أمتار فقط.
منعطف في الحرب
ووصفت مهاجمة أهداف داخل روسيا بطائرات مسيرة بالتطور الخطير في الحرب، لا سيما أن “الدرونز” أضحت تثير مخاوف قوى عسكرية كبرى وسط الكثير من الجيوش.
وتمتاز الطائرات المسيرة بقدرة كبيرة على مناورة أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة للجيوش، بفعل طيرانها على ارتفاع محدود.
ويستفيد المهاجمون أيضا من الثمن غير الباهظ للطائرات المسيرة، في حين تباع الطائرات المقاتلة التقليدية بأسعار باهظة، ووفق شروط مشددة للغاية.
ولم يجر تسجيل ضحايا أو خسائر في الهجوم الأوكراني الأخير داخل روسيا، لكن الخطوة تثير قلقا في الأوساط الروسية.
ويكتسي الهجوم الأخير أهمية أكبر، نظرا إلى وقوعه على مرمى حجر من العاصمة الروسية، حيث جرى النظر إلى الأمر بمثابة نيل من السيادة.
وفي رد سريع للفعل، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتشديد المراقبة على الحدود مع أوكرانيا، من أجل ضبطها والحؤول دون تكرار هجوم المسيرات.