وتمكن مكارثي من الوصول إلى رئاسة المجلس بصعوبة بالغة، بعدما تسببت مجموعة من اليمينيين في الحزب الجمهوري في إفشال محاولات انتخابه، ما وضع الحكومة الأميركية في موقف صعب لم تشهده الولايات المتحدة منذ حقبة ما قبل الحرب الأهلية.
ورفضت المجموعة المكونة من 20 نائبا جمهوريا متشددا منح مكارثي الأصوات الـ 218 اللازمة لفوزه بالمنصب.
وإثر مفاوضات شاقة، رضخت المجموعة المؤيدة للرئيس السابق دونالد ترامب في النهاية وأصبح مكارثي رئيسا.
سابقة تاريخية
صوت المجلس الأربعاء، لعزل مكارثي في سابقة بتاريخ الولايات المتحدة تجسّد مدى الانقسامات التي يعاني منها الحزب الجمهوري.
قاد التمرد الجمهوري ضد مكارثي، مات غيتس، عضو الكونغرس المثير للجدل من فلوريدا الذي قرر تنفيذ خطوته بعد أن أبرم رئيس مجلس النواب صفقة مع الديمقراطيين لتجنب الإغلاق الحكومي خلال عطلة نهاية الأسبوع.
تجنب الإغلاق الحكومي
أقر الكونغرس الأميركي مشروع قانون مؤقت للتمويل، السبت، بدعم ساحق من الديمقراطيين بعد أن تخلى رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي عن طلب سابق من المتشددين في حزبه بإقرار أي مشروع قانون عبر أصوات الجمهوريين فحسب.
وصوت مجلس الشيوخ ذو الأغلبية الديمقراطية بأغلبية 88 صوتا مقابل تسعة لتمرير الإجراء لتجنب الإغلاق الجزئي الرابع للحكومة الاتحادية خلال عقد من الزمن، وأرسله إلى الرئيس جو بايدن الذي وقعه ليصبح قانونا.
وتخلى مكارثي عن إصرار المتشددين في الحزب في وقت سابق على إقرار أي مشروع قانون عبر أصوات الجمهوريين فحسب، وهو تغيير قد يدفع أحد أعضاء الحزب من اليمين المتطرف إلى محاولة الإطاحة به من دوره القيادي.
وأيد مجلس النواب تمويل الحكومة حتى 17 نوفمبر بأغلبية 335 صوتا مقابل رفض 91، ونال الأمر دعم عدد أكبر من الديمقراطيين مقارنة بالجمهوريين.
القانون هدد دعم أوكرانيا
أثار القانون جدلا واسعا بشأن مستقبل الدعم الأميركي إلى أوكرانيا، بعدما أدى إلى استبعاد المزيد من التمويل العسكري من اتفاق الكونغرس بشأن الميزانية في اللحظة الأخيرة.
ويتعين على المشرعين حالياً النظر في مشروع قانون منفصل يتعلق بـ 24 مليار دولار من المساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا، والتي أراد الرئيس جو بايدن إدراجها في الميزانية الأخيرة، في حين قد يجرى تصويت عليها أوائل الأسبوع المقبل.
ولطالما أعرب مسؤولون أميركيون من بينهم بايدن عن ثقتهم في أن الكونغرس سيواصل تزويد أوكرانيا بـ”مليارات الدولارات” من المساعدات لضمان دعمهم في مواجهة روسيا، حتى مع تصاعد التوترات في واشنطن بين الجمهوريين والديمقراطيين.
وكان البيت الأبيض ومعظم الديمقراطيين والعديد من الجمهوريين في الكونغرس قد ضغطوا بشدة من أجل إدراج مساعدات جديدة لأوكرانيا، على الرغم من مقاومة حلفاء الرئيس السابق دونالد ترامب.
لكن في الساعات الأخيرة من محادثات منع الإغلاق الحكومي، أخرج رئيس مجلس النواب الجمهوري (قبل عزله)، كيفن مكارثي، أوكرانيا من على الطاولة، واستجاب لضغوط منتقديه المحافظين، في الوقت الذي لم يكن أمام البيت الأبيض والعديد من مؤيدي كييف في واشنطن خيار سوى القبول.
فاز الديمقراطيون بالقانون لكنهم خذلوا مكارثي
أيد نحو 209 من الديمقراطيين مشروع القانون، وهو عدد أكبر بكثير من 126 جمهوريا وافقوا عليه، ووصف الديمقراطيون النتيجة بأنها فوز.
وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز للصحفيين قبيل التصويت “لقد خسر الجمهوريون المتطرفون، وفاز الشعب الأميركي“.
وقال مكارثي للصحفيين حينها: “إذا اضطررت إلى المخاطرة بعملي من أجل الدفاع عن الشعب الأميركي، فسوف أفعل ذلك”.
ولم يجد مكارثي أي دعم من الديمقراطيين، الأربعاء، على الرغم من تكهنات بأن بعضهم قد يصوت لصالحه لإبقاء المجلس في حالة توازن.
وقال الديمقراطيون إنهم يعتبرون مكارثي غير جدير بالثقة بعد أن خرق اتفاقا بشأن الإنفاق مع الرئيس جو بايدن، كما أنهم يشعرون بالغضب من قراره إعطاء الضوء الأخضر لإجراء تحقيق بشأن عزل الرئيس جو بايدن.
من هو مكارثي
- ولد كيفن مكارثي في مدينة بيكرسفيلد في ولاية كاليفورنيا في 26 يناير 1965.
- درس إدارة الأعمال في جامعة كاليفورنيا.
- أصبح نائبا في مجلس النواب الأميركي في 2007 للمرة الأولى.
- أصبح زعيما للأغلبية الجمهورية في مجلس النواب عام 2014.
- كان من أوائل المؤيدين لخوض دونالد ترامب السباق الرئاسي عام 2016.
- اختير زعيما للأقلية الجمهورية في مجلس النواب عام 2019.
- بعد انتصار بايدن في انتخابات 2020، أيد مكارثي موقف ترامب المتمثل في إنكار فوز بايدن والمشاركة في الجهود القانونية لإبطال النتائج.
- لاحقا، دان مكارثي اقتحام الكابيتول من قبل أنصار ترامب عام 2021.