ومنح خيري سعد الله البالغ من العمر 25 عاما حق اللجوء إلى المملكة المتحدة، حسبما ذكرت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية.
وتابعت وكالة الأمن الداخلي البريطانية “إم آي 5” تحركات سعد الله العام الماضي، وذلك بناء على معلومات مخابراتية عن طموحه بتنفيذ أعمال متطرفة ومحاولته السفر إلى ليبيا، غير أن خططه لم تسفر عن شيء، الأمر الذي حال دون استيفاء المعايير اللازمة لإجراء تحقيق شامل حوله.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن مصادر أمنية قولها، إن المشتبه به أمضى سابقا عقوبة سجن لمدة قصيرة لارتكابه جنحة.
وكانت الشرطة البريطانية قد أعلنت الأحد، أن حادث الطعن الذي وقع في حديقة بمدينة ريدينغ، عمل إرهابي، واصفة الهجوم بأنه “وحشي”.
وقال محققون إن رجلا اندفع إلى متنزه في ريدينغ، التي تبعد نحو65 كيلومترا غربي لندن، بينما كان رواد المتنزه يستمتعون بشمس المغيب، وهاجم أشخاصا بسكين قبل أن يعتقله أفراد عزل من الشرطة.
وذكرت الشرطة أنها ألقت القبض على شاب للاشتباه بارتكابه جريمة القتل وإنه لا يزال رهن الاعتقال، وفق ما ذكرت “رويترز”.
وبحسب قائد شرطة مكافحة الإرهاب، نيل باسو، فإنه يجري التعامل مع الواقعة على أنها إرهابية، مضيفا “كان هذا عملا وحشيا”.
وتابع قائلا “بناء على تحقيقاتنا التي أجريناها حتى الآن، لم يجد أفراد الشرطة ما يشير إلى تورط آخرين في الهجوم، ولا نبحث حاليا عن أي أحد آخر فيما يتصل بالواقعة”.
وعلى الرغم من أن الدافع وراء الهجوم لم يتضح بعد، فقد قال باسو إنه لا توجد معلومات مخابراتية تشير إلى أن أماكن التجمعات تتعرض لخطر هجمات أخرى.
وعقد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي وصف الواقعة بأنها مروعة، اجتماعا الأحد مع مسؤولين أمنيين ووزراء كبار ومسؤولين بالشرطة للاطلاع على آخر مستجدات التحقيق.
وأفاد جونسون بأنه شعر بالاشمئزاز من الهجوم وإن بريطانيا ستغير القانون إذا اقتضى الأمر لمنع وقوع حوادث مماثلة فيما بعد، مشددا على أنه “إذا كانت هناك دروس نحتاج لتعلمها فسنتعلم تلك الدروس ولن نتردد في اتخاذ إجراءات إذا اقتضى الأمر”.
من هو المشتبه في حادث ريدينغ؟
خيري سعد الله، لاجئ ليبي قدم إلى بريطانيا عقب اندلاع الحرب في ليبيا، حسبما ذكرت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية والتي نقلت عند أحد جيرانه قوله إنه لم يشارك في أي أعمال قتالية بليبيا، كما أن “علامات التطرف والتشدد” لم تكن بادية عليه.
أما صحيفة “تلغراف” البريطانية فقالت إن رصد تحركات سعد الله من قبل المخابرات البريطانية جاءت بناء على معلومات تشير إلى عزمه العودة إلى ليبيا للانضمام إلى ميليشيات إرهابية.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى وجود تقارير تتحدث عن عدم استقرار الصحة العقلية لسعد الله، الذي قدم إلى بريطانيا سنة 2012، ومنح حق اللجوء في 2018.
ونقلت “تلغراف” عن أحد أصدقاء سعد الله قوله إن الأخير كان يفاخر بالقتال بينما كان لا يزال صغير السن لإسقاط نظام الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.
وبدورها ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية في تقرير لها أن سعد الله دخل بريطانيا سنة 2012 بصفته سائحا، ولكنه طلب اللجوء لاحقا متذرعا بأنه يتعرض لتهديد من المتطرفين في بلاده.
وحكم على سعد الله بحسب “ديلي ميل” في أكتوبر الماضي بالسجن 28 شهرا على خلفية تهم تتعلق باعتداء عنصري وأعمال إجرامية، وقد أطلق سراحه قبل 16 يوما عقب قضائه لنصف مدة العقوبة.
وفيما يتعلق بوضعه الصحي، أشارت “ديلي ميل” إلى أن سعد الله يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة والفصام الوهمي وانفصام الشخصية، وكان يخضع للعلاج قبل إطلاق سراحه.
هجمات طعن سابقة
وأعادت طبيعة الهجوم في ريدينغ للأذهان وقائع أخرى حدثت ببريطانيا في الآونة الأخيرة واعتبرتها السلطات إرهابية.
ففي فبراير شباط، قتلت الشرطة بالرصاص رجلا كان قد سُجن من قبل لترويجه لمواد محرضة على العنف والتشدد بعد أن طعن شخصين في شارع مزدحم في جنوب لندن.
وفي نوفمبر، قتلت الشرطة بالرصاص أيضا رجلا بعد أن قتل شخصين طعنا على جسر لندن وتبين أنه سُجن من قبل أيضا لاتهامات بالإرهاب.
وعانت بريطانيا أيضا أربعة هجمات في 2017، كان أسوأها تفجير انتحاري وقع في ختام حفل للمغنية أريانا غراندي في مانشستر بشمال إنجلترا ونفذه بريطاني ولد لأبوين ليبيين.