ومباشرة بعد ظهور نتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الفرنسية، مساء الأحد، أعلن اليمين والشيوعيون والاشتراكيون والخضر دعمهم لإيمانويل ماكرون، في مواجهة مارين لوبان، التي حظيت بدعم مرشح اليميني المتطرف الآخر إريك زيمور.
وحسب استطلاعات الرأي، فإن ماكرون حصل على 28.6% من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية، فيما حصلت لوبان على 24.4% من الأصوات.
وكان مراقبون يتوقعون هذا السيناريو، وهو نفس سيناريو انتخابات 2017، التي شهدت مواجهة ماكرون ولوبان في الجولة الثانية، وانتهت بفوز الرئيس الحالي البالغ من العمر 44 عاما.
وتوقع منظمو استطلاعات إيفوب تقاربا شديدا في نتيجة جولة الإعادة، مع حصول ماكرون على 51% مقابل 49% للوبان، مع العلم أنه في العام 2017، حصل ماكرون على 66.1% من الأصوات.
وقال ماكرون إن فرنسا وأوروبا تواجهان لحظة حاسمة، مضيفا أن بإمكان الفرنسيين التعويل عليه.
وأضاف “أمد يدي لكل من يريد العمل من أجل فرنسا”، بحسب ما ذكرت رويترز.
أما لوبان فقالت إنها من يمكنها حماية الضعفاء وتوحيد أمة سئمت نخبتها.
وقالت لأنصارها الذين راحوا يهتفون لها “سنفوز!”. وأضافت في باريس أن جولة الإعادة “ستكون اختيار حضارة”.
وستمهد هذه النتيجة لمواجهة بين ماكرون الليبرالي الاقتصادي ذي النظرة العالمية وبين قومية متشككة بشدة في الاتحاد الأوروبي والتي كانت، حتى حرب أوكرانيا، تعبر صراحة عن إعجابها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتن.
وسيعتمد الفائز بقصر الإليزيه على الناخبين الذين أعطوا أصواتهم لمنافسي ماكرون ولوبان.
وقال كل من المرشحة المحافظة فاليري بيكريس والاشتراكية آن إيدالغو ويانيك جادو من حزب الخضر وفابيان روسيل من الحزب الشيوعي إنهم سيدعمون ماكرون للتصدي لليمين المتطرف.
وقالت إيدالغو “حتى لا تقع فرنسا في كراهية الجميع ضد الجميع، أدعوكم رسميا للتصويت في 24 أبريل ضد مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان”.
وحذرت بيكريس من “عواقب وخيمة” إذا لم يفز ماكرون في جولة الإعادة.
وقالت لوبان لجماهير هتفت “سنفوز! سنفوز!”، إنها تريد توحيد كل الفرنسيين. وأضافت أن جولة الإعادة “ستكون اختيار الحضارة” وأن برنامجها سيحمي الضعفاء ويجعل فرنسا مستقلة.
ماكرون يريد فترة ثانية نادرة
لم يفز أي رئيس فرنسي بولاية ثانية خلال العقدين الماضيين.
وقبل شهر تقريبا، كان ماكرون يتجه لتحقيق هذا بشكل مريح، إذ كان يحتل مرتبة متقدمة في استطلاعات الرأي بفضل النمو الاقتصادي القوي والمعارضة المنقسمة ودوره كزعيم سياسي في محاولة تجنب الحرب على الجناح الشرقي لأوروبا.
لكنه دفع ثمن خوضه الحملة الانتخابية متأخرا وتجنب خلالها التجول في الأسواق بالمناطق الإقليمية لصالح تجمع انتخابي واحد كبير خارج باريس.
كما لم تحظ خطة لجعل الناس يعملون لفترة أطول بشعبية مما مكّن لوبان من تضييق الفجوة في استطلاعات الرأي.
في المقابل، تجولت لوبان لعدة أشهر في البلدات والقرى في جميع أنحاء فرنسا وركزت على قضايا غلاء المعيشة التي تؤرق الملايين واستغلت الغضب تجاه النخبة السياسية.