ومع ارتفاع الموازنة الدفاعية بنسبة 8 في المئة مقارنة مع تلك التي رُصدت العام الجاري، طلبت وزارة الدفاع الأميركية في إنفاقها للسنة المقبلة رصد 133 مليار دولار من أصل 773 ملياراً، لتطوير الصناعات العسكرية المسيّرة، وتحديدا الطائرات المشغلة عن بعد وأيضا الجيل الجديد منها، وهي طائرات الدرون المستقلة المبرمجة لتنفيذ مهمة عسكرية محددة والتي قد لا يتجاوز حجمها وزنتها كرة القدم.
ووفقا لمسؤول في البنتاغون تحدث إلى “سكاي نيوز عربية”، فإن القادة العسكريين الأميركيين أدركوا في الأعوام العشرين الماضية أن مستقبل الحروب ستكون رهن التكنولوجيا الصناعية المسيّرة وغير المرتبطة بمهارة طيار أو قوة جوية، إنما تلك التي ستكون قادرة على بلوغ عمق الهدف بصمت وبسرعة.
ويتابع المسؤول، أن النتائج الأولية للحرب في أوكرانيا، أثبت أن الطائرات المسيرة غيّرت حسابات المعركة وأضرّت بالقوات الروسية، رغم أن تقنياتها كانت أساسية ويعني بها طائرات الدرون التركية المعروفة بـ “بيرقدار” والتي تمكنت من قصف الحشود الروسية.
ويقول المسؤول إن الولايات المتحدة تعمل منذ أعوام على تطوير طائرات مسيّرة خارقة للصوت وقادرة على تجنب أجهزة التعقب والرصد والرادار وأنظمة الإنذار المبكر، لتصير شبيهة بالجيل الخامس من المقاتلات الحربية الأميركية كالـ “أف-35″، التي تعتبر الأكثر تفوقا في العالم والتي لا ينوي سلاح الجو الأميركي التخلي عنها أقله في السنوات العشرين المقبلة.
واعتبر المسؤول أن شركات صناعات الأسلحة باتت تدرك أن السلاح الفتاك الذي يمتلك القدرة على إحداث الضرر، لم يعد الدبابات ولا الصواريخ، إنما الـ درون التي أثبتت ضراوتها وإمكانات استخدامها متاحة لميليشيات تخريبية مثل “حزب الله” و”الحوثيين” أسوة بالجيوش النظامية، ولذلك تأتي قدرة الدرون المستقبلية في عامل التطور والتخفّي والسرعة الصوتية، وهي أمور تملك القدرة على تطويرها الولايات المتحدة وحلف الناتو وإسرائيل فقط، وفقا لكلامه.
ولم يستبعد المسؤول أن تُبنى أسلحة الجو في العقود القليلة المقبلة على القدرات الآلية التي تمتهن الذكاء الاصطناعي، والتي لن تحتاج إلى مهارة الطيّارين، الذين قد تختفي مهنتهم في أقل من خمسين سنة.