ويقع المبنى الشقيق قبالة البرج المنكوب، وواجه عوامل المناخ نفسها من مد وجزر، وهواء مالح ورطب.
وقد دفعت ظروف المبنيين المتشابهة، بعض سكان البرج الشمالي للمغادرة، على الرغم من أن معظمهم قرروا البقاء، قائلين إنهم واثقون من أن المبنى المكون من 12 طابقا، قد تمت صيانته بشكل أفضل من توأمه.
ويضيف السكان أن مبناهم يخلو من مشاكل التشققات في عوارض الدعم، وفي منطقة المسبح، التي أظهرت التقارير الهندسية لعام 2018 أن البرج الجنوبي كان يعاني منها، قبل انهياره فجر الخميس، ما أسفر عن مقتل 11 شخصا على الأقل، وفقدان 150 آخرين.
وقد أثارت كارثة “برج تشامبلين الجنوبي” في بلدة “سيرفسايد”، الانتباه إلى المباني الشاهقة القديمة في جميع أنحاء جنوب فلوريدا، ودفعت عمدة مدينة ميامي ديد، دانييلا ليفين كافا، إلى إصدار أمر تدقيق لمعرفة مدى مطابقة مباني المنطقة لمعايير السلامة.
وكذلك أطلقت مدينة ميامي، تدقيقا لمدة 45 يوما، في سلامة المباني المكونة من ستة طوابق وأعلى، والتي يبلغ عمرها 40 عاما أو أكثر.
وقد أجرى المفتشون فحصا سريعا لـ”برج تشامبلين الشمالي”، وأعلن رئيس بلدية سيرفسايد، تشارلز بوركيت، عدم العثور على أي شيء يشير إلى أن البرج يواجه خطر الانهيار.
معظم السكان الذين قابلتهم وكالة أسوشييتد برس يوم الاثنين، يتخذون موقف فيليب ونورا زين، اللذين يقيمان في شقتهما في الطابق الخامس، منذ 12 عاما، ولديهما العديد من الأصدقاء والمعارف ممن عاشوا في البرج الجنوبي، ولا يزالون في عداد المفقودين.
ويقول المحامي فيليب زين، إنه لم يشاهد “أبدا أي مشاكل هيكلية كبيرة” في المبنى الشمالي، ويضيف: “لست قلقا على الإطلاق الآن”، لكنه يرغب في إجراء فحص شامل للهندسة الإنشائية في البرج.
سالومون غولد، الذي أمضى 10 سنوات كرئيس لجمعية مالكي الشقق في البرج الشمالي، مقتنع بأن المبنى آمن، ويؤكد أنه وأعضاء مجلس الإدارة الآخرين لم يبخلوا في الصيانة أبدا.
ويقول غولد: “نحن في حال جيدة”، ويقارن انهيار المبنى بحوادث الطائرات؛ فمجرد وقوع حادث واحد لا يعني أن المباني الأخرى من الطراز نفسه ستنهار أيضا.
لكن ريبيكا وينستوك، التي اشترت شقة في الطابق السادس في المبنى الشمالي قبل أربع سنوات، تقول إنها “خائفة من العودة”، رغم أنها تقر بأن المبنى الذي كانت تقيم فيه تتم صيانته بشكل جيد، لكنها تضيف أن هذا لا يكفي لإقناعها بأنه آمن تماما.
وتؤكد وينستوك أن الأمر الوحيد الذي سيقنعها بالعودة إلى المبنى، هو إجماع مهندسـَيـْن مستقلـَيـْن، وليس من جنوب فلوريدا، على أنه آمن.
رئيس بلدية سيرفسايد، تشارلز بوركيت، قال إن البلدة ستفحص المباني القديمة الأخرى قريبا. وأضاف أنه وبالنظر إلى نتائج الفحص الأولي للبرج الشمالي، لا يرى سببا للأمر بإخلائه، رغم أنه ليس متأكدا ما إذا كان بوسعه قضاء ليلة واحدة في المبنى قبل إجراء الفحوص الفنية اللازمة.