وقال ماكونيل في خطاب في مجلس الشيوخ إن “عواقب انسحاب أميركي سابق لأوانه قد تكون أسوأ حتّى من انسحاب أوباما من العراق في 2011، والذي أدّى إلى صعود تنظيم داعش.”
وأضاف أنّ مثل هكذا انسحاب سيمثّل “تخلّياً” من جانب الولايات المتّحدة عن حلفائها وسيفسح المجال أمام حركة طالبان لبسط نفوذها في أفغانستان وسيتيح لتنظيمي داعش والقاعدة بإعادة تجميع صفوفهما في العراق.
وكان ترامب الذي وعد مراراً بإنهاء “الحروب التي لا نهاية لها” أكّد عزمه على خفض عديد القوات الأميركية في أفغانستان إلى 2500 جندي في مطلع 2021، بل إنّه تحدّث في إحدى المرّات عن رغبته بعودة كلّ الجنود من هذا البلد بحلول عيد الميلاد في 25 ديسمبر.
وفقاً لوسائل إعلام أميركية فقد تلقّى البنتاغون تعليمات للتحضير لسحب ألفي جندي من أفغانستان و500 جندي من العراق قبل أن يسلّم ترامب السلطة إلى خلفه الديموقراطي جو بايدن في 20 يناير، في خطوة ستعني في حال حصولها أنّ الولايات المتّحدة ستبقي على كتيبة عسكرية واحدة في كلّ من هذين البلدين قوامها حوالي 2500 جندي.
ولم تؤكّد وزارة الدفاع الأميركية صحّة هذه التقارير الإعلامية التي أشارت إلى أنّ ترامب قد يعلن بنفسه عن هذا القرار خلال الأسبوع الجاري.
وقبل أن يقيله ترامب الأسبوع الماضي شدّد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر على ضرورة بقاء 4500 جندي أميركي على الأقلّ في أفغانستان إلى أن تبرهن حركة طالبان على أرض الواقع أنّها خفّضت من وتيرة العنف.
وتجري محادثات سلام بين طالبان والحكومة الأفغانية بموجب اتفاق تاريخي أبرمته واشنطن مع الحركة المتمرّدة وينصّ على انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بحلول منتصف عام 2021.
وحذّر ماكونيل من أنّ انسحاباً عسكرياً أميركياً متسرّعاً “سيُسعد أولئك الذين يتمنّون لنا الأذى”.
وأضاف أنّ من شأن هذا الأمر أن “يعطي تنظيم القاعدة الضعيف والمشتّت نصراً دعائياً عظيماً”.
وحذّر الحليف الوثيق للرئيس المنتهية ولايته من أنّ “مشهد تخلّي الجنود الأميركيين عن منشآتهم ومعدّاتهم (…) سيبثّ في جميع أنحاء العالم على أنّه رمز لإذلال وهزيمة أميركيّين وانتصار للتطرّف الديني”.