ووجهت كييف نداءات عاجلة للغرب طالبة المزيد من الأسلحة الثقيلة للمساعدة في الدفاع عن سيفيرودونيتسك، التي تقول إنها قد تكون كلمة السر للنتيجة النهائية لمعركة السيطرة على دونباس ومسار الحرب في شهرها الرابع.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن المسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، رفض كشف هويته، أنه مع استمرار القتال في منطقة لوغانسك، والذي خلف خسائر كبيرة ونقصا في الذخيرة لدى الجيش الأوكراني، فإن مدينتي سيفيرودونتسك وليسيتشانسك في إقليم لوجانسك تواجهان ضغوطا هائلة.
ويتماشى مع هذا التشاؤم الأميركي النادر بشأن الحرب في أوكرانيا، إعلان المتحدث باسم قوات جمهورية دونيتسك الشعبية، أن قوات الجيش الأوكراني فقدت إمكانية مغادرة سيفيرودونيتسك، وغير مستبعد احتمال استسلامها
وقال: “لقد تمت محاصرة سيفيرودونيتسك بالفعل، وجرى تفجير آخر جسر متصل بمدينة ليسيتشانسك”.
وسيفيرودونيتسك الآن هي محور المعركة بين روسيا وأوكرانيا للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية في الشرق والمؤلفة من لوغانسك ودونيتسك.
نسف الجسور
في كلمته المصورة المسائية اليومية، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن “الهدف التكتيكي الرئيسي للمحتلين لم يتغير: إنهم يضغطون في سيفيرودونيتسك، والقتال العنيف مستمر هناك، حرفيًّا في كل متر”.
وتعليقا على هذا، يقول ألكسندر أرتاماتوف المحلل العسكري الروسي، إن سيفيرودونيتسك مساحتها أكثر من 6 كيلومترات مربعة، والمنطقة الصناعية مُحاطة بحقول وغابات على نهر سيفيرسكي دونيتس، الذي هو حاليا دون أهمية جراء نسف الجسور.
وأوضح المحلل العسكري الروسي، لموقع “سكاي نيوز عربية” أن ما يُشاع حول نسف القوات الروسية للجسور غير حقيقي، فالاستخبارات الأجنبية التي تساعد أوكرانيا أوعزت لها بتفجير الجسور للحد من وتيرة الهجوم الروسي، وتابع: “يدمرون البنية التحتية بأيديهم ثم يتهمون القوات الروسية”.
وحسب أرتاماتوف، تواجه المنطقة الصناعية في سيفيرودونيتسك القوات الروسية من قبل وحدات مشتركة من اللواء الرابع للأغراض الخاصة للحرس الوطني الأوكراني واللواء 115، ولواء الدفاع الإقليمي 118، لكسب الوقت، فمسألة استسلامه قاب قوسين.
وسيطرت القوات الروسية على معظم أنحاء المدينة، لكن لا تزال القوات الأوكرانية تسيطر على منطقة صناعية ومصنع للكيماويات يحتمي به مئات المدنيين.
من جانب آخر، أعلنت رئاسة الأركان الأوكرانية أن قوات كييف انسحبت من وسط سيفيرودونيتسك.
الرد في 30 دقيقة
ومع الحصار الروسي في سيفيرودونيتسك، ردت كييف بقصف عنيف على دونيتسك وصف بالأقوى منذ بدء العملية العسكرية، حيث لقي 4 أشخاص حتفهم وأصيب 23 آخرون على الأقل، كما اشتعلت النيران نتيجة القصف في مستشفى للولادة بالمدينة دون إصابات.
وحسب وسائل الإعلام الروسية، قصفت قوات كييف دونيتسك بأكثر من 100 صاروخ من راجمات صواريخ “غراد” و” أورغان” خلال 30 دقيقة.
غير أن ألكسندر أرتاماتوف يرى أن رد كييف “عبارة عن الرقصة الأخيرة؛ فأوكرانيا أدركت الآن أنها بمفردها مع نفاد العتاد العسكري والأرض أيضًا رغم الدعم الغربي”.
من جانبه، طالب دينيس بوشيلين، زعيم جمهورية دونيتسك الشعبية الانفصالية الأوكرانية الموالية لموسكو، بمزيد من القوات الروسية.
وفي موسكو، أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إحالة طلب دونيتسك إلى وزارة الدفاع، مشددًا على أن الهدف الرئيسي للعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا هو حماية دونباس.