يحاول مساعدو الزعماء السياسيين حول العالم خلق صورة نموذجية لهم أمام أنصارهم، وهذا يستلزم من بين أشياء كثيرة الاهتمام بالهيئة والمظهر الخارجي لهؤلاء الزعماء، إلى درجة جعلها صورة أيقونية تربطهم بالأذهان.
لكن هذا لم يحدث مع بايدن وترامب على حد سواء، كما يقولان.
قصة نظارة بايدن
وقال بايدن خلال مقابلة صحفية عام 2016 إنه يرتدي النظارة الرياضية منذ زمن بعيد، وتحديدا منذ عمله منقذا في حوض سباحة بمدينة ويلمنغتون في ولاية ديلاوير إبان دراسته الجامعية مطلع ستينيات القرن الماضي.
وكان بايدن حينها منقذ السباحة الأبيض الوحيد في المدينة ذات الغالبية السوداء، ولم يكن عمره حينها يتجاوز 19 عاما.
ويرتدي غالبية المنقذين في العالم نظارات سوداء، مثل بايدن، لكونهم يظلون في مواجهة الشمس طيلة ساعات النهار.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أنه خلال مؤتمر للحزب الديمقراطي في ولاية لويزيانا، قبل أشهر لاحظ المشاركون صبيا يقف على المسرح ويحمل لوحة عليها زوج من النظارات الرياضية، التي بات ينظر إليها على أنها رمز بايدن.
ويبدو ولع الرئيس الأميركي المحتمل واضحا في ارتداء النظارات الرياضية السوداء في شبكات التواصل الاجتماعي.
وكانت أول صورة نشرها على “إنستغرام” بعد انضمامه إليه عام 2014 تظهر نظارة سوداء أمام مكتبه.
قبعة ترامب
أما ترامب، فقد بدأت قصته مع القبعة الحمراء متأخرة، وهو الشخص الذي يحرص دائما على ارتداء البذلة مظهرا خارجيا له.
ويواظب ترامب على ارتداء قبعة البيسبول الشهيرة، ذات اللون الأحمر، المكتوب عليها “اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى”، وهو شعاره الانتخابي، خلال اللقاءات التي تجمعه مع أنصاره.
ورغم أنه أقل ارتداء للقبعة مقارنة بارتداء بايدن للنظارة، إلا أنها باتت علامة مميزة له خصوصا في الانتخابات، وصارت سلعة تباع في الولايات المتحدة.
ويرتدي الكثير من أنصار ترامب هذا النوع من القبعات الساطعة.
وقالت شبكة “سي أن أن” الإخبارية إن القبعة الحمراء باتت من أبرز الرموز السياسية الأميركية الحديثة.
وذكرت حملة ترامب للشبكة في وقت سابق أن القبعة الحمراء لم تكن وليدة أفكار خبراء تسويق.
وذكر أن شخص ما أرسل للحملة مقترحات قبعات إلى الحملة وتمت عرضها على ترامب الذي أبدى إعجابه بالفكرة، لكنه وضع بصمته عليها، وأجرى تعديلاتها عليها، وقال: “دعونا نصممها بصورة مختلفة”.
وظهر ترامب للمرة الأولى مرتديا القبعة في صيف 2015، خلال جولة قام بها في مدينة حدودية في ولاية تكساس المحاذية للمكسيك.
وكان ذلك بعد أقل من شهر على إعلان ترشحه للرئاسة الأميركية.
وجاء ارتداء القبعة في هذا الحدث نتيجة الطقس الحار، الذي تطلب التخلي عن المظهر الرسمي التقليدي، وقال أحد العاملين في حملة ترامب حينها: “بسبب العرق وأشياء أخرى، اختار ترامب ارتداء القبعة”.
وفي أغسطس 2015 ظهر ترامب في اجتماع في ولاية ألاباما أمام 30 ألفا وكان مرتديا القبعة الحمراء، ليدشن بذلك مسيرة القبعة المميزة المستمرة حتى الآن.